• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 24 يوليو 2018 على الساعة 10:30

سؤال جريء.. علاش المغربي كيشوف راسو أحسن من لخرين؟

سؤال جريء.. علاش المغربي كيشوف راسو أحسن من لخرين؟

كثيرا ما نسمع في الشارع عبارات يرددها المواطنون المغاربة مثل: “شوفْ عْلى هِماجْ”، و”شوفْ عْلى فوضى وْقْلّْة التّْرابي”، و”شوفْ يْقْطْعو الطريق بْحال البْهايْمْ”، انتقادات تجدها على لسان أغلب المغاربة الذين يتفنون في تشخيص عيوب غيرهم، ناسين عيوبهم، حسب ما يقول المثل المغربي: “الجّْمْلْ مَكْيْشوفْشْ حْدْبّْتو، كَيْشوفْ غي حْدْبّاتْ الآخرين”.
الدكتور جواد المبروكي، الخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، لخص الأسباب التي تجعل كل مغربي يرى نفسه أرقى من الآخرين، في ثماني نقاط .

نهج الانتقاد

وحسب المتحدث، “التربية المغربية تعتمد أساسا على أسلوب النقد، متأكدة بأن انتقاد الطفل أو التلميذ أو العامل أو الزوجة، سيفرض عليهم أن يجتهدوا: “دِّير النّْفْسْ أو دّيرْ النِّيفْ”، ويعطوا نتائج أفضل، كما يقول المثل الشعبي: “المغربي كاموني إيلا مَحْكِّتيهْشْ مَيْعيطِيشْ الرّيحَة”.

غياب الحس بالانتماء إلى المجتمع

التربية المغربية تنهج المنافسة، التي تخلق بدورها الصراع والحسد والحقد والكراهية، يقول الخبير. ومن هنا يسعى المغربي إلى أن يكون لامعا أكثر من الآخرين، ويصبح الانتقاد بالنسبة إليه أمرا طبيعيا لتشويه صورة المواطنين وكأنهم خصومه، معتبرا أن صورته أكثر لمعانا، حسب المتحدث.

ضعف الشخصية والثقة في النفس

يقول الخبير إن أساليب التربية المغربية تحبط الطفل، وتنزع منه الثقة في النفس وفي الآخرين، وتكسر شخصيته. وللدفاع عن نفسه، يجد المغربي النقد أحسن وسيلة لإحباط الآخرين، على اعتبار أنه أرقى منهم.

إرضاء الناس لتلميع الصورة الذاتية

وحسب المتحدث، فإن التربية المغربية تعتمد أساسا على الحصول على الصورة اللامعة للفرد من المحيط المجتمعي، حيث يسمع الطفل منذ صغره: “إيوا كُونْ مْأْدّْبْ وْنْقْي وْبْعْقْلْكْ باشْ تْعْجْبْ الناس”، “أوِيلِي آشْ دْرْتي؟ آش غَدي يْقولو عْليكْ الناس؟”. وكل اهتمام المغربي هو نيل إعجاب الناس، حيث نجد عنده نوعين من الشخصية تختلفان حسب وجوده أمام الناس أو كونه بعيدا عن الأنظار: أمام الجمهور ينتقد المغربي المواطنين بصفته مختلفا عنهم، ولا يسلك نفس سلوكهم الرديء، بمعنى أنه أرقى منهم، وكل هذا للحصول على الإعجاب من قِبل من ينصتون إليه.

المقارنة تخلق الكراهية

التربية المغربية تشترط على الطفل أن يكون أحسن من الآخرين وفي جميع المجالات (الدراسة، العمل، انتهاز الفرص، الزواج، الحديث…) وكأن الآخرين خصوم له، حسب المتحدث. والأخطر من هذا المقارنة: “شوفْ سْيادْكْ كِدايْرينْ”، وفي جميع المجالات حتى في الزواج: “شوفي لَلِيّاتْكْ تبارك الله عليهم، مَشي بْحالْكْ”. ومن هنا، فالسبيل الوحيد الذي يجده المغربي هو إحباط الآخرين وانتقادهم وكأنه يُقنع نفسه بأنه أفضل منهم بمعاييره الخاصة، على حد تعبيره.

غياب الحِسِّ بالمسؤولية

التربية المغربية، بنهجها الإحباط وعدم التشجيع، يقول الخبير، تتسبب في ضعف شخصية الطفل وشعوره بالعجز عن تحمل المسؤولية. وهذا ما يجعل المغربي، دفاعا عن نفسه، يستعمل نفس الأساليب لانتقاد الآخرين وكأنه يقول لهم: أنتم غير قادرين على المسؤولية قدر وعيي بها، وبالتالي أنا أفضل منكم.

غياب الفكر النقدي

التربية المغربية، سواء في المنزل أو في المدرسة، لا تُلقن الطفل الفكر النقدي ومساءلة النفس، لأن المربين أنفسهم يغيب عندهم هذا النقد، ويرفضون تلقينه خوفا من الانتقاد والمساءلة والمراجعة والتقييم. وعندما يغيب النقد الذاتي، يرى المغربي أنه يفوق الآخرين ولا ينهج نفس سلوك المنتَقَد، حسب المصدر نفسه.

اعتبار التشجيع “فْشوشْ”

يجهل المغربي مفهوم التشجيع وفوائده الإيجابية على الطفل، كما يعتبر أن التشجيع سلبي، ويجعل الطفل “ولد الفشوش”. ولهذا ينمو الطفل منكسر المعنويات، ويعيد بدوره إنتاج ما تلقى من إحباط على الآخرين، باعتبارهم ليسوا أهلا للإعجاب والتشجيع، يقول الدكتور جواد المبروكي.

ويخلص المبروكي أن التربية المغربية لو كانت تعتمد على الفكر النقدي وتشجيع الطفل على تقوية الثقة بنفسه، وتمنحه فرص المسؤولية، وتفضل النهج النبيل على العمل المشترك، مع تنمية حس الانتماء إلى جسمٍ مجتمعيٍ واحدٍ، لَتَعَلَّمَ المغربي كيف يقوم بدوره كمواطن مسؤول، يدا في يد مع إخوانه المواطنين، ليتعلموا جميعا من أخطائهم ويتشاركون جميعا في بناء الوطن، ولما شاهدنا غياب التشجيع وانتشار ثقافة الانتقاد المرعبة والهدامة، ولما كان المغربي في حاجة إلى تلميع صورته الشخصية على حساب المواطنين، ولما اعتبرهم منافسيه وخصومه.