• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 17 فبراير 2020 على الساعة 23:00

زحام خانق وباعة متجولين وجدة وأحفادها رهينة فوضى “لافْوار”.. مشاهد على هامش معرض الكتاب في كازا

زحام خانق وباعة متجولين وجدة وأحفادها رهينة فوضى “لافْوار”.. مشاهد على هامش معرض الكتاب في كازا

سعيد غيدَّى

كان يوما شاقا لجدة بجلباب برتقالي وفولار أخضر وحذاء أسود، بالكاد يظهر من أسفل جلبابها الطويل، قادمة من بوسكورة، لم تنتظر كثيرا في الصف الطويل للدخول إلى المعرض، من الباب الأول، برفقتها ثلاثة أحفاد، في سن متقارب، بين 10 سنوات و6 سنوات، تمسك بيدي الصغيرين، بينما الأكبر يتبعهم من الخلف، مستمتعا برفقة جدته.

تلك السيدة السبعينية، ذات الوجه الحسن، تعطيك انطباع أنها متعلمة؛ بالرغم من أنها حاولت تجاهل استياء بعض التلميذات، إذ لم تحترم ترتيب الصف الطويل.

لمحت هذا المشهد وقلت للسيدة: الزحام أميمتي، كرفصتي الوليدات
– ما كنتش أوليدي عارف الدنيا غتكون مرونة هاكا
– الوليدات واخا هكاك عاجبهوم الحال؛ ياك؟
– عجبهوم الحال حيث جاو معايا (تضحك وهي تتلمس مقدمة رأس الحفيد الصغير)، يُظهر الصغار الخجل من حديث جدتهم، التي تحملت عناء الخروج من بوسكورة وقت الغذاء، ولم تصل إلى مكان تنظيم المعرض حتى الرابعة والنصف زوالا، بسبب الاكتظاظ والزحام، وقلة المواصلات؛ حيث أن معظم سائقي التاكسي الصغير أو الكبير، يرفضون بشكل قاطع، تنقيل الزبناء إلى المعرض، وإذا حدث ونقلك أحدهم، فلن تسمع منه إلا الشكوى والامتعاض، إذ تلقاه بوجه عبوس، كأنه يحملك إلى الجحيم تماما، ويردد “خويا غنحطك قبل الفوروج وكمل على رجليك، ما يمكنش ندخلك نهائيا لتما”.

زحام خانق

كان هذا كلام سائق التاكسي 631، شاب بلحية مشذبة، وبلباس مرتب، كان يستمع إلى أغاني الشاب عقيل، ويمضغ العلكة، يبدو عصبيا، ومستعد في أي لحظة أن يتعارك مع السائقين على طول شارع الزرقطوني، في اتجاه مسجد الحسن الثاني.

قد يكون يوم السبت يوما مختلفا عن باقي أيام المعرض، عشرات الرحلات المدرسية للتلاميذ، والحافلات التي تقلهم، أحدثت زحاما خانقا أمام المعرض، شرطي مرور واحد، وأحيانا كثيرة يتدخل حراس مأرب السيارات، لتنظيم السير والمرور، وهم يلعنون المعرض والعالم والإنس والجان، في عيونهم حقد يكاد يخرج، يتأففون ويتسابقون في الآن نفسه، على ترغيب الزوار بركن سياراتهم مقابل 10 دراهم في أحسن الأحوال، أما في الليل، فكل شيء قابل أن يُضرب في عشرة.

باعة متجول في مدخل المعرض

على امتداد الطريق المؤدية إلى مكان قطع تذاكر الدخول، والتي حدد المنظمون ثمنها في 10 دراهم، ينتشر باعة متجولون، يبيعون الفول والحمص والبطاطس المقلي، وحلويات للأطفال، وسندويتشات سريعة التحضير؛ يعرقلون الناس، حيث يعرضون سلعهم، أمام الزوار، عوض أن يصطفوا في مكان واحد.

الساحة التي يجتمع فيها الناس قبل دخولهم إلى أروقة المعرض، مليئة بالأزبال، مخلفات أوراق ومعلبات بلاستكية، لا وجود لحاويات الأزبال فيها ، ولا المنظمون يسهلون على الناس التنقل والتنفيس على الأبواب التي تكتظ عن آخرها.

الروينة

“الروينة؛ من المفروض أن هذا معرض للكتاب، خاص الناس يكونوا متحضرين ومنظمين، ولكن للأسف هانتا كتشوف”، يعلق شاب اسمه سهيل، أستاذ قادم من أكادير.
قال إنه سيحضر أمسية شعرية في قاعة شنقيط. يبدو سهيل متأسفا جدا، على هذه الطريق التي قطعها، لأنه لم يكن يتوقع أن يرى بعينيه، كل هذه “الروينة” كما فضل أن يسميها.

قصص أطفال

في جناح خاص بمعروضات الأطفال، صادفتُ الجدة ذات الفولار الأخضر المرفقة بأحفادها، تحمل في يديها الكثير من قصص الأطفال، مبتسمة وفرحة وهي تقدم أحفادها الصغار للعارضين، وتنقب بعينيها الغائرتين في العناوين الموجودة بين الرفوف وفوق الطاولات، كأنها تحاول نسيان تعب طريق إلى بوسكورة، المدينة الخضراء، وحسبي أنها ستقرأ القصص لأطفالها، قبل أن يناموا.