• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 18 ديسمبر 2017 على الساعة 23:24

روبورتاج من تطوان.. الاحتجاجات الخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب طوبيسات “عنصرية”!! (صور)

روبورتاج من تطوان.. الاحتجاجات الخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب طوبيسات “عنصرية”!! (صور)

يوسف الحايك (تطوان)

زادت في الآونة الأخيرة في تطوان حدة الانتقادات الموجهة إلى شركة “فيتاليس”، المفوض لها تدبير قطاع النقل الحضري، بسبب نصب الشركة قبل أسابيع حواجز حديدية عند مداخل ومخارج الحافلات.

خالد والكرسي المتحرك

لم يعد بمقدور خالد، ابن مدينة تطوان، التوجه من حيه في جامع مزواق إلى مركز التكوين المهني في باب العقلة، كما كان يفعل في السابق، بسبب الحواجز الحديدية التي نصبتها شركة “فيتاليس”.
ويقول خالد، الذي أشعلت إحدى صوره موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، إن مشكلته في التنقل عبر حافلات النقل العمومي تكمن في كونه يجد صعوبة مع الحاجز الذي تم وضعه في الحافلات دون مراعاة للأشخاص في وضعية إعاقة، وهو الوضع الذي لا يمكن معه حمل الكرسي المتحرك.
وتابع خالد، الذي ظهر في شريط مصور عبر الموقع الأزرق، بالقول: “توقفت لأسبوع عن الذهاب إلى المعهد لهذا السبب، وحاولت التوجه إلى المعهد بواسطة الكرسي المتحرك لكني وجدت صعوبة”.
وعن الصورة التي سبق لخالد أن ظهر فيها في شارع الجيش الملكي، قبل أيام، والتي تداولها على نطاق واسع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح خالد أنه كان راكبا في الحافلة و”عندما أردت النزول تعثرت في ذلك الحاجز ولم أستطع سحب قدمي إلا بصعوبة بعد احتجاج الركاب على سائق الحافلة”.
ويضيف المتحدث أن الشيء نفسه وقع مع كرسيه المتحرك، و”حين نزلت لم أجد وسيلة نقل عدا سيارة أجرة صغيرة”.
وتساءل خالد مستغربا: “لماذا يضعون شعار الأشخاص في وضعية إعاقة في هذه الحافلات في ظل وجود هذه الحواجز الحديدية؟”.
وينص الفصل الثالث من القانون رقم 03-10، التعلق بالولوجيات بالمغرب، في مادته 13، على أنه “تؤخذ بعين الاعتبار وضعية الأشخاص المعاقين، خاصة ذوي الكراسي المتحركة ومستعملي المعمدات، في مختلف المحطات، و لاسيما وضع صفوف للصعود بحواجز للحماية، مع إلزامية توفير مقاعد خاصة بنسب متفاوتة داخل وسائل النقل الحضرية والرابطة بين المدن وكذلك بالنسبة للقطارات”.

حمزة.. الكرامة في زمن العزلة

معاناة خالد في تطوان يتقاسمها معه عدد من الأشخاص في وضعية إعاقة في المدن المجاورة، ومنهم حمزة عمران (شاب في وضعية إعاقة) من عمالة المضيق الفنيدق.
وقال حمزة، في شريط مصور تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق، إن الأمر أصبح يشكل عائقا في حياة هذه الفئة بعد خطوة الشركة استخدام الحواجز الحديدية والتي تمنعهم من الصعود إلى الحافلات.
وشدد عمران على حق هذه الفئة في التنقل باعتباره حقا دستوريا، معتبرا ما أقدمت عليه “فيتاليس” يشكل “مَسًّا بكرامة الاشخاص في وضعية إعاقة”، مطالبا بالتدخل العاجل لفك العزلة عن هذه الفئة.

الفايس بوك

ويبرز واقع هذه الفئة ومعاناتها مع الحواجز الحديدية بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها الفايس بوك، إذ يعبر رواد هذه المنصات الافتراضية عن تضامنهم مع خالد وحمزة وغيرهما من الأشخاص في وضعية إعاقة.
وفي هذا السياق قالت إحدى المعلقات ممن تفاعلن مع الموضوع: “غلبتني دموعي ماتت النخوة في هذا البلد التي لا نحترم فيه احتياجات الأشخاص المعاقين الذين لا ذنب لهم سوى انهم خلقوا في هذا البلد”.
وفي الوقت الذي وجه معلق آخر سؤاله إلى كافة المسؤولين، من رئيس المجلس البلدي إلى وزير النقل، بالقول: “أيرضون أن يسافر أحد عائلتهم بهذه الحافلة وخصوصا العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة؟”، رأت معلقة أخرى أن المشكل الكبير هو أن “الناس راضين بهذا الوضع”.
ودعت صاحبة التعليق إلى مقاطعة الشركة، وتابعت بالقول: “بنادم كيفكر غير فراسو يا لطيف”.
من جهتها، أعربت معلقة أخرى عن تضامنها المطلق واللا مشروط مع ذوي الاحتياجات الخاصة. واعتبرت أن شركة “فيتاليس” جعلت “احتياجاتهم جد جد خاصة بعد إقصائهم من التنقل وشل كل تحركاتهم عبر ناقلات الموت التي تسمى بالنقل العمومي”، وفق تعبيرها.
ووجهت صاحبة التعليق نداءها إلى كل الجهات المسؤولة وإلى المجتمع المدني وكل الفعاليات والجمعيات والنقابات وإلى كل مواطن، للتضامن من أجل هذه الفئة، فهم مواطنون ولهم الحقوق نفسها.

بيانات تنديد

وفي ظل هذا الوضع، رأى متابعون أن تفاعل فعاليات المجتمع المدني ما زال محتشما إلى حد بعيد، وقد اقتصر على هيئات سياسية وجمعوية محدودة.
وفي هذا الصدد نددت جمعية “تحدي” لأسر وأصدقاء الأشخاص التوحديين بالفنيدق بهذه الخطوة.
واعتبرت الجمعية، في بيان أصدرته في وقت سابق، أن هذا الإجراء يشكل خرقا واضحا للمواثيق والمعاهدات الدولية التي صادق عليها المغرب وكذا الدستور المغربي والقوانين والتشريعات التي تنص على حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وانتهاكا صارخا لحقهم في الولوج للمرافق العمومية ومنها مرفق النقل.
وقالت الجمعية في بيان لها إن مسؤولي الشركة المعنية لا يعيرون أدنى اهتمام للمبادئ المسيرة للمرافق العامة و لاسيما مبدأ المساواة في الاستفادة من خدمات المرفق العام.
وأعربت الجمعية عن استغرابها لما وصفته بـ”الصمت والسلبية” التي أبانت عنها السلطات المحلية والإقليمية والهيئات الحقوقية والجمعيات المدنية.
ومن جانبها، سجلت الكتابة الاقليمية للشبيبة الاتحادية في إقليم تطوان أن هناك أزمة نقل تسبب معاناة للطلبة والتلاميذ وعموم المستخدمين، من أجل الوصول إلى مقرات عملهم ومصالحهم بسبب “رداءة مستوى النقل وعدم الالتزام بدفتر التحملات”.
وحمَّلت الشبيبة الاتحادية في بيان لها الشركة والجهات المسؤولة مسؤولية الفئات الواسعة من المواطنين، خاصة في ما يرتبط بمسألة الولوجيات بالنسبة إلى الأشخاص في وضعية إعاقة.
وطالبت الجهات المعنية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لإيجاد الحلول المناسبة للأزمة وتحديد المسؤوليات اتجاهها.
ودعت الشركة، ومعها الجماعة الحضرية لتطوان، إلى تسريع وتيرة العمل على استدراك هذه التجاوزات.

مبادرة

وكان نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أطلقوا دعوات إلى مقاطعة شركة “فيتاليس”.
وتأتي هذه الخطوة، حسب الداعين إليها، احتجاجا على ما أقدمت عليه الشركة من وضع حواجز حديدية في الحافلات، وتضامنا مع العجزة والأشخاص في وضعية إعاقة، والنساء الحوامل، بسسب العرقلة عند باب الحافلة، التي وضعتها الشركة.
وفي هذا السياق، يقول لطفي الجفوفي، أحد الداعين إلى هذه المبادرة، إن هذه الدعوة جاءت للمطالبة باتخاذ إجراءات فعالة وملموسة، ومنها الإزالة الفورية للحواجز الحديدية من مداخل ومخارج الحافلات، مع تخصيص ولوجيات في الحافلات مناسبة ومتطلبات ذوي الإحتياجات الخاصة.