• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 19 ديسمبر 2013 على الساعة 14:23

لماذا سينا في قفص الاتهام؟

لماذا سينا في قفص الاتهام؟ رضوان الرمضاني [email protected]
رضوان الرمضاني ramdanijournaliste@yahoo.fr
رضوان الرمضاني [email protected]

بمجرد الإعلان عن استضافة “سينا” في برنامج “في قفص الاتهام”، تهاطلت التعليقات، بِكَم لم يكن متوقعا أبدا، وبلغة لم تكن متوقعة أبدا، وأغلبها سار في اتجاه انتقاد هذا الاختيار، واعتبار أن هذه الاستضافة رفع من شأن هذه الشابة، وتنقيص من مستوى البرنامج، وهو في موسمه الثالث، بعدما “عوّد” جمهوره على ضيوف من “المستوى الكبير”.
وقد بلغ بعض التعليقات مستوى كبيرا من التجريح في شخص “سينا”، أحيانا، وأحيانا أخرى في حق صاحب البرنامج، وفي أحيان في حق الإذاعة التي تبث البرنامج.
وقد كان ممكنا عدم الرد، أو تجاهل هذه التعليقات، خصوصا تلك التي يستعمل أصحابها لغة هابطة للغاية، إلا أن التواصل واجب، والشرح واجب، والواجب أيضا أن نتمكن من الإنصات والنقاش ورصد الرأي والرأي الآخر… وهذا دور من أدوار الإعلام.
لا بد من التذكير، مرة أخرى، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، بأن برنامج “في قفص الاتهام”، الذي نترك الحكم على قيمته في الفضاء السمعي البصري للجمهور أولا وأخيرا، ليس برنامجا حواريا أساسه سؤال يليه جواب، واستفسار يليه توضيح وفقط، بل هو برنامج أقرب إلى “الشو”، يحاول أن يخلق الفرق مع الباقي بمن خلال العنوان أولا (في قفص الاتهام)، وثانيا باستفزاز الضيف/ المتهم، بحثا عن وضوح أكبر في الجواب، وأحيانا بـ”استفزاز إيجابي” للجمهور، من خلال اختيار ضيوف غير متوقعين، وثالثا بلغة خالية من “الدسم” المعهود في وسائل الإعلام، إنما دون أن ننزل إلى مستوى “الزنقة”، في سعي كامل إلى احترام المواطن المغربي مهما كان مستواه الفكري أو الاجتماعي.
وأكاد أجزم أنه، على مر ثلاث سنوات، لا ضيف أبدا حقق الإجماع على “أهلية” و”أحقية” المرور في “القفص”، فكلما أُعلن اسم أحدهم إلا وتباينت التعليقات، بين قائل إن الاختيار صائب للغاية، وبين متسائل: « واش تقاضاو الضيوف ما لقيتو غير هذا؟؟؟”، وفي أحيان نادرة يحدث ما يشبه الصدمة، كما هو الشأن بالنسبة إلى حالة “سينا”. والمثير الغريب أن الضيوف “المرفوضين” هم من يحققون أعلى نسب الاستماع والمشاهدة على موقع يوتوب!!!
 في قفص الاتهام” لا يحكم على قيمة ضيوفه بوظيفتهم في حزب أو وزارة أو إدارة أو… بل بدرجة خلقهم “الحدث”، وبدرجة انشغال المغاربة بهم، وبما يفعلون، ولا نملك الحق في أن نقول إن فعلهم خير أو شر. ويشرفنا أن نكون أجلسنا في كرسي واحد الوزير والعاطل، والزعيم السياسي والشاب الباحث عن ذاته، المثقف والفوضوي، الرزين والتائه، الذكر والأنثى، القريب والبعيد… وبالتأكيد نسعى إلى المزيد.
هذا ما نسعى إليه، أن نقدم ضيوفا غير معهودين، وإن كانوا معهودين نحاول إخراجهم من الإطار الكلاسيكي للشخصيات العمومية. وإن كانوا “مجهولين” قدمناهم إلى الجمهور حتى يسمع ويرى ويحكم.
لماذا “سينا” إذن؟ ببساطة لأنها واحدة من الذين واللواتي تتوفر فيهم وفيهن شروط المثول “في قفص الاتهام”. شابة، بجرأة أو وقاحة (كل له أن يختار ما يشاء من الأوصاف)، قدمت نفسها بشكل رأته مناسبا إلى المغاربة والعالم، فحققت مئات الآلاف من المشاهدات على اليوتوب!! من لا يعرف “سينا” من جمهور الفايس بوك واليوتوب؟؟؟ من شاهد فيديوهات “سينا”؟؟؟ الأشباح؟؟؟ إنهم نحن… المغاربة… اتفقنا أم اختلفنا مع هذه الشابة، فإن فيها وفيما تقدمه شيء ما يثير الجمهور… حتى إن كان رد الفعل سبا وشتما بدعوى أنها تعدت الحدود.
الغرض من استضافة “سينا” ليس أن نسألها عن مسارها الفني، أو عن جديدها الغنائي، أو أن نشيد بموهبتها (وهي غير موجودة برأيي)، إنما أن نقدمها كما هي إلى الجمهور، أن نشبع فضولنا تجاهها… فهي “الظاهرة”، شئنا أم أبينا، وقد أخذت من أوقاتنا الكثير، شاهدنا فيديوهاتها… وتأملنا طريقتها في الحديث… وانطلقنا في السب بعد ذلك…
« سينا” نموذج فقط… والسؤال الأصح في حالتها ليس لِم نستضيفها “في قفص الاتهام”، مثلما استضفنا ناشطا في حركة مالي، وأمين البارودي، والكثيرين….
لِم نرفض، ونقاوم، بل لا نتقبل، أن نسمعها تتحدث في وسيلة إعلام؟؟؟ لِم نرفض أن نقبل صوتا آخر حتى إن كان مزعجا؟ لِم لا نقبل حقه في الوجود وفي الخطأ وفي التخربيق… فقط لأننا نحن الجمهور؟ لِم نرفض “عرضا” فقط لأننا لا نحبه؟؟؟ أليس في الأمر خللا ما؟
الديمقراطية مؤسسات أكيد، لكنها في كثير من الأحيان شيء من الفوضى الجميلة… أن نترك للزمن حق الفصل بين الغث والسمين… هذا هو التمرين الأكبر.
اتركوا لـ”سينا”، وأمثالها، ومثيلاتها، الحق في أن تكون، ويكونوا، كما شاءت، وكما شاؤوا. وامنحوا أنفسكم حق الرفض… بكل الاحترام الممكن…
سؤال أخير: لماذا نجحت “سينا” في أن تجعلنا مهتمين بها و”نضيع” الوقت في مقاومتها؟؟؟ فإن كانت تافهة حقا لِم نشغل أنفسنا بوجودها أصلا؟؟؟؟
في الأمر سر ما، في “سينا” أو فينا… والله أعلم.