• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 16 فبراير 2017 على الساعة 09:55

رسالة حب في عيد الحب!!

رسالة حب في عيد الحب!! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

 

ها هو عيد الحب يمر وأنت الغائبة. لم تستلمي منا رسائل حب هذا العام، ولا قنينات عطر، ولا باقات ورد، ولا علب شوكولاتة، ولا “دباديب” جامدة بلا روح، ولا حتى بضعة إيموتيكونات فايسبوكية جافة من باب الواجب في هذه المناسبة.
لم نجد لك عنوانا، لا في الواقع ولا إلكترونيا، لنبعث إليك هدية وعليها حفنة قبلات، وكلمات رومانسبة، ولا شربنا نخبا يليق باليوم.
غادرت دون أن تتركي أثرا، بلا سابق استئذان، وتركتنا، هكذا، بلا رجعة، وما رق لك قلب علينا، ونحن الذين لم نألف أن تقوم لنا قائمة بدونك، ولا أن ننام ونصحو دون أن نسمع خطواتك على الأدراج والممرات إياها، فبقينا مثل الأيتام في مأدبة الغرام.
العالم كله يحتفل إلا نحن، فقد تحول عيد الحب عندنا يوما للنحيب على غيابك. تائهون وحيارى وفاقدو بوصلة بدونك. نقضي ساعاتنا نقتفي أثرك، علنا نعثر على طيفك في مكان ما، نستجمع أخبارك من هنا ومن هناك، وكلما لاح أمامنا خيط أمل في العثور عليك، حية، وفي الوصول إليك، حية، انتهى بنا الأمل صدمة، وعدنا خائبين، نقرأ نصوص الأدب الحزينة، ونتأمل إعلان فقدانك على صفحات الحوادث الشاحبة، وقد كنت مزهرة على الصفحات الملونة.
ما عدنا نطيق الصبر وأنت بعيدة عنا، فكل ما يحيط بنا يذكرنا بك. آثارك ما زالت في كل ركن من أركان هذا البيت الكبير. كل الطرق تؤدي إليك، لكنك تبتعدين أكثر وأكثر. نقف على الأطلال كلما اشتد بنا الشوق والحنين. كلامك المنثور على فيديوهات اليوتوب، وصورك المنتشرة على الفايس بوك، وملفاتك المبعثرة في كل الفضاءات تحمل بصماتك الرقيقة الدقيقة، وأوراقك ومذكراتك تحمل توقيعك الرهيف الحساس. وحدها الصور القديمة منشورة هنا وهناك. لا جديد عنك. ما عسانا نفعل كي نستعيدك؟ ما عسانا نفعل وأنت البعيدة.
يكاد نبض قلبنا يتوقف في الصباحات وفي الليالي. لا فنجان قهوة يحلو بدونك، ولا حساء في الليل يحلو ولا جلسات أنس ولا سهرات بيضاء ولا حمراء تحلو بدونك. أنت التي يليق بك الأحمر والأبيض، وكل الألوان تجلعك بهية شهية.
هذا يحدث للمرة الأولى. لم نتعود هذا الغياب المرير. حبنا لك مرضي، حتى وقد كنا نعنفك باللفظ ما توقعنا أن تنفري منا يوما. العالم يحتفل ونحن نكاد نبكي بدونك. نسأل عن مكانك. نستعطفك كي تأتي، كي تعودي، كي تخرجي من مخبئك الرهيب. عودي وبعد ذلك كل شيء يهون.
نبكيك، أم نرثيك، أم نكتب فيك شعرا، أم نتركك في الحلم مثل أي ذكرى؟
خذي حمامة هدية، خذي وردة أو مصباحا أو كتابا أو سنبلة. نزف لك الهدايا على حصان لطيف. أما الميزان فلا يليق بك، فقد اختل، على ما يبدو، ولا يصلح أن يكون هدية في عيد الحب.
اطلبي ما شئت من الهدايا وعودي.
وتّي رجعي يا الحكومة يهديك الله!

#مجرد_تدوينة