أكدت راما ياد، مديرة الشؤون الإفريقية في مركز التفكير الأمريكي “أتلانتيك كاونسل”، أن المغرب، الذي يُعد أحد أقدم حلفاء الولايات المتحدة، قد يشهد تعزيزا لمكانته في واشنطن خلال ولاية دونالد ترامب الثانية.
وشددت ياد في مقالها إلى أن “إفريقيا التي تنتظر ولاية ترامب الثانية ليست كما كانت في 2021، إذ شهدت تغيرات كبيرة بفعل الجائحة، الأزمات السياسية، والاقتصادية”. مؤكدة على أن المغرب يتمتع بمكانة متميزة تمكنه من أن يكون صوتا له وزنه في واشنطن بفضل دوره الإقليمي والدولي.
وأشارت الكاتبة في مقال بعنوان “لماذا قد تزداد أهمية المغرب في نظر واشنطن خلال ولاية ترامب الثانية؟”، إلى أن “العلاقات بين البلدين تمتد إلى عام 1777 عندما اعترف المغرب باستقلال الولايات المتحدة، مما جعله أول دولة تفعل ذلك. واستمرت هذه العلاقة الوثيقة بتوقيع معاهدة الصداقة عام 1786، وهي الأقدم في تاريخ الولايات المتحدة ولا تزال سارية حتى اليوم”.
وقالت راما ياد إن “المغرب لطالما كان شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة، حيث صُنّف كحليف رئيسي من خارج الناتو منذ عام 2004، وأعاد ترامب تأكيد على هذه العلاقة في دجنبر 2020 حين اعترف بسيادة المغرب على صحراءه”.
وأوضحت الكاتبة أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يضع لنفسه دورا يتجاوز منطقة الشرق الأوسط، خاصة في إفريقيا، فمنذ إعادة انضمامه إلى الاتحاد الأفريقي عام 2017، عزز المغرب حضوره القاري. كما أشارت إلى المبادرة التي أعلن عنها جلالة الملك في نونبر 2023 لتمكين دول الساحل، مثل مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، من الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر مشاريع تنموية ضخمة، وهي المشاريع التي قد تتطلب تنسيقا مع الولايات المتحدة مستقبلا.
وأضافت ياد أن المغرب يلعب دورا محوريا هاما في مبادرات التعاون الأطلسي، وهو ما يتيح فرصا إضافية للشراكة مع واشنطن، خصوصا في مجالات مثل مكافحة تهريب المخدرات والإرهاب، التي تؤثر على منطقة الساحل وأمريكا الجنوبية.
وذكرت مديرة الشؤون الإفريقية في مركز التفكير الأمريكي “أتلانتيك كاونسل” أن قانون خفض التضخم (IRA) الذي قدمه ترامب قد يؤثر أيضا على مكانة المغرب في خريطة واشنطن، حيث استفاد من الاتفاقية التجارية الحرة بين البلدين منذ عام 2006. وأشارت إلى أن الشركات الصينية استثمرت في المغرب للاستفادة من هذه الاتفاقية والوصول إلى الأسواق الأمريكية. ومع ذلك، نبهت ياد من أن إلغاء هذا القانون أو تقييده قد يحد من جاذبية المغرب للصين، مما قد يؤثر سلبا على الاستثمارات. أما في حالة تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، تقول الكاتبة، فقد يعيد المغرب تقييم استراتيجيته للتوازن بين هاتين القوتين.
وعرجت الكاتبة إلى أن اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحراءه في عام 2023، وكتبت: “في سنة 2020 انضم المغرب إلى قائمة الدول العربية التي وقعت على اتفاقيات أبراهام، ومع ذلك، فإن هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وما أعقبها من قصف إسرائيلي وغزو غزة، أثارت احتجاجات جماهيرية في المغرب دعما للفلسطينيين، أرسل المغرب بسرعة مساعدات إلى الفلسطينيين في غزة وأكد في الأمم المتحدة على ضرورة احترام حقوق الفلسطينيين، لكنه لم يقطع علاقاته مع إسرائيل”.