في مقال رأي نشر في الموقع البيروفي Expreso.com.pe، سلط وزير الخارجية البيروفي السابق، ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي، الضوء على القرار الأخير الذي اتخذته جمهورية بنما بقطع علاقاتها مع ما يُعرف بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” (البوليساريو)، الكيان غير معترف به دوليا.
هذا القرار، يقول الكاتب، يعكس توجها عالميا متناميا يدعم السيادة المغربية على الصحراء ويؤكد تبني مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة المغربية للأمم المتحدة عام 2007.
وأشار الكاتب إلى أن إعلان بنما تعليق علاقاتها مع “البوليساريو” ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل هو دليل على التوجه الدولي نحو الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. فمنذ توقيع ميثاق سان فرانسيسكو عام 1945، الذي أسس منظمة الأمم المتحدة، أصبحت هذه الأخيرة المرجع الأساسي في تحديد شرعية الكيانات الدولية. فـ“البوليساريو”، كما يوضح الكاتب، تفتقر إلى أي اعتراف قانوني أو عضوية في الأمم المتحدة، ما يجعلها كيانا لا وجود له في القانون الدولي.
كما استشهد الكاتب باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تعد الإطار القانوني الناظم للعلاقات بين الدول. وأكد أن “البوليساريو”، التي أُنشئت بدعم من النظام الجزائري، لا تتمتع بالصفات القانونية التي تؤهلها للتعامل كدولة ذات سيادة.
ويؤكد ماكاي أن “البوليساريو” ليست سوى أداة في يد النظام الجزائري لتحقيق أهداف جيوسياسية، أبرزها محاولة الوصول إلى المحيط الأطلسي من خلال تقويض وحدة المغرب الترابية. واعتبر أن الدعم الجزائري للجبهة الوهمية، التي تواجه اتهامات دولية بانتهاكات حقوقية وجرائم مختلفة، يؤدي إلى تفاقم معاناة الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، حيث يعيشون في ظروف مأساوية دون أفق واضح.
في الجانب الآخر، يبرز الكاتب الفرق الشاسع بين الظروف المعيشية في مخيمات تندوف والحياة التي يعيشها الصحراويون في الأقاليم الجنوبية للمغرب، فقد أشاد بالتقدم الذي شهده سكان الأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، بما في ذلك المشاركة الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أن هذا النموذج يعتبر مثالا يحتذى به في المنطقة.
ودعا الكاتب الجزائر إلى إعادة النظر في سياستها الإقليمية، مشيرا إلى أن استمرار دعمها لكيان غير معترف به دوليا لا يخدم إلا في تعميق الأزمة الإنسانية وعرقلة مسار السلام في المنطقة. وشدد على أن التغيرات الدولية تحتم على الجزائر اتخاذ خطوات واقعية تتماشى مع الديناميكيات الجديدة في شمال إفريقيا والعالم.
فقرار بنما بتعليق علاقاتها مع “البوليساريو” يظهر اتجاها متزايدا نحو دعم السيادة المغربية والاعتراف بمبادرتها للحكم الذاتي كحل سياسي واقعي ومستدام. ومع تعاظم هذا التوجه الدولي، تصبح الحاجة ملحة إلى تبني رؤية متجددة للحل تقوم على التعاون الإقليمي والتنمية المشتركة، بعيدا عن السياسات التي تغذي الصراعات وتعرقل الاستقرار في المنطقة.