أثارت تصريحات للداعية ياسين العمري، موجة انتقادات وسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي دعا فيها إلى تعويض مادة الفيزياء التي يتم تدريسها حاليا المقررات المدرسية، بـ “فيزياء مسلمة”!.
وتساءل الداعية المثير للجدل حول ما إذا كانت للبرامج التعليمية مرجعيته إسلامية، قبل أن يجيب على سؤاله بالقول: “بالنسبة ليا ملي ندخل عند أستاذ الفيزياء خاصو يقريني فيزياء مسلمة، إن صح التعبير، يعني بخلفية ديال واحد مسلم، ومثل تقول لي شي ظاهرة فيزيائية قوليا سبحان الله”.
ما جاء على لسان الداعية، ضمن حوار صحافي، جلب عليه موجة انتقادات حادة، كما كان موضوع سخرية لدى العديد من نشطاء موقع الفايس بوك.
خرجة تزيد من منسوب الجهل والسطحية
وفي تعليقه على ما صرح به الداعية العمري، اعتبر عميد كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، مولاي ابراهيم سدرة، أن “مثل هذا الكلام لا يليق من إنسان يفهم ما يقول”.
وقال العميد، في تدوينة على حسابه على الفايس بوك، “أتمنى أن يصله تعقيبي هذا على ما صرح به من مطالبة أساتذة الفيزياء بضرورة تدريس الفيزياء المسلمة أو ربما يقصد أسلمة الفيزياء. يا أستاذ أنت عاقل لدرجة أن مثل هذا الكلام لا يليق من إنسان يفهم ما يقول”.
واعتبر المتحدث أن “مثل هذه الخرجات لا تزيد إلا من منسوب الجهل والسطحية. جهابدة علماء كبار في تخصصات مختلفة يشتغلون للمعرفة التي تنفع الجميع ولم نسمع عن أحد منهم يوما مثل هذه الخرجات المؤسغة حقيقة. فهل سمع أحد عن الفيزياء اليهودية أو الرياضيات المسيحية مثلا…؟”.
وأضاف: “لنترك أجيالنا تكبر بهدوء وسكينة مفتخرة بهويتها الغنية والصلبة ومستشرفة للمستقبل بالمعرفة”.
إقحام الدين فالعلوم التجريبية إساءة له
ورد نجيب المختاري، المدون المختص في تبسيط العلوم، على تصريحات الداعية العماري، قائلا “فكرني فديك النكتة القديمة ديال “فالسعودية فالماط كيقولو: مستقيمان متوازيان لا يلتقيان الا اذا شاء الله.. واذا التقيا فلا حول ولا قوة الا بالله”.
وأضاف المختاري في تعليقه: “الفيزياء هدفها تفسير الكون كما هو. شكر نعم الله وحمده كيتدار فحصة التربية والتهذيب الإسلامي اللي العائلات المسلمة يقدرو يختارو يقيدو ولادهوم فيها تماما كما أن المغاربة اليهود كيقيدو ولادوم باش يشكرو إيلوهيم ويحمدوه على نعمه. اما حصة الفيزياء فهي تصف الكون اللي هو نفسه للسني والشيعي والاباضي والقراني واليهودي والبوذي والمسيحي والجايني والشينتو واللاديني واللي ما مسوقش للاديان المنظمة”.
وقال المختاري: “درجة حرارة غليان الماء وقطر مجرة درب التبانة لا تأبه لمواقفك ولا لمواقفي الفلسفية ولا لميولي الموسيقية او الأدبية او الروحية. بل هي نفسها للجميع”، مبرزا أن “إقحام الدين فالعلوم التجريبية إساءة له. الدين مبني على الإيمان الحميمي دون الحاجة لأدلة ملموسة والعلم مبني على التشكيك وأنك ما تيق الحاجة حتى تشوفها أو ترصدها”.
وشدد المتحدث على أن “العلم هو نفسه للجميع مهما كان أصلك أو لون بشرتك أو الإله الذي تناجيه ليلا في صلواتك وتجاربك الروحية الشخصية”.
سخرية
ومن جهته نشر الصحافي في جريدة “الصباح”، يوسف الساكت، صورة لرجل يرتدي ما يشبه حجاب مرفوقا بتعليق: “هكذا يتخيل “الشيخ” ياسين عماري الفيزيك بالحجاب!!!”.
وكتب معلق آخرا ساخر من تصريحات الداعية، “الفيزياء المسلمة هي ملي تسول أستاذ ديال الفيزيك ملي كتغرب الشمس فين كتمشي؟ يقول ليك تسجد تحت عرش الرحمن”.
ودون آخر: “الفيزياء المسلمة هي التي تغض بصرها عن نظرية التطور ونظرية الانفجار العظيم”.
