• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 13 يناير 2014 على الساعة 13:17

دارها “البام”!

دارها “البام”! لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]مختار

في كثير من المحطات التي عاشها البلد في السنوات الأخيرة، أثبت “الأصالة والمعاصرة” أنه حزب لا بد منه، أو بعبارة أخرى، هو حزب يحتاجه المغرب بشكل أكيد.

لا غزل هنا في الحزب ولا تقرب لا منه ولا من أصحابه، ولا من الواقفين وراءه أو أمامه أو خلفه أو معه على أي خط تماس. ولا بد من قولها هكذا وبكل وضوح، لأن النيات السيئة المحيطة بنا من كل مكان تجعلك ملزما باستمرار بتبرير حديثك عن أي شيء أو أي شخص لئلا تشتغل الماكينة إياها التي توزع الطوابع على الجميع، علما أننا لا نحتاج طوابع إضافية ولدينا منها اكتفاء ذاتي فعلي منذ أن انطلقنا وإلى الآن، وإلى بقية الأيام المستقبلية.

بعد الاستطراد اللابد منه، لا مفر من العودة إلى قولها بكل صراحة: هذا الحزب أكد في السنوات الأخيرة أنه فاعل حقيقي إن لم يكن على مستوى الأرقام الانتخابية أو التجذر في القواعد أو الوجود في أبعد المناطق النائية، فعلى الأقل – والمسألة ليست هينة نهائيا_ على مستوى المواقف السياسية الكبرى المنتصرة لقيم الحداثة والديمقراطية، والراغبة في دفعنا دفعا نحو تقدم وإيمان أفضل بشعارات ظلت حبيسة الترديد الشفهي قبل أن يأخذ هذا الحزب عبر عدد من قادته مهمة النزول بها إلى أرض الواقع.

آخر النماذج مشروع القانون الجريء المتعلق بتجريم التكفير في مجتمعاتنا. لا حزب من الأحزاب التاريخية الديمقراطية الوطنية العتيدة، تكلف بالقيام بالأمر، ولا جهة سياسية اعتبرت أنه من اللازم عوض الاكتفاء بالتباكي على لحظات التفكير التي تكاد تصبح دائمة في الوطن، أنه من الممكن المرور إلى الفعل السياسي المتاح، وتقديم مشروع يجرم التكفير، ويضع المجتمع أمام مسؤوليته، ويضع الدولة أيضا أمام مسؤولية لا تقل خطورة وأهمية هي مسؤولية تطبيق هذا القانون إن كتب له أن يمر من كل الدهاليز قبل أن يصبح واقعا لا يرتفع.

أصدقاؤنا في الأحزاب الأخرى، خصوصا في الحزب الأغلبي أو الحاكم حاليا لن يعجبهم هذا الكلام بكل تأكيد. لن يأخذونه للنشر في موقعهم الرسمي مثلما يفعلون حين تطربهم كتابة تداعب اتجاه الزغب في لحاهم، ولن يتلمظوا وهم يقولون “كلام جميل، كلام معقول”. لا بالعكس، سيقولون “استئصاليون يغنون لاستئصاليين أكثر منهم والسلام”. هم لن يمتلكوا خصلة شجاعة هي مفروضة اليوم عليهم هم الأوائل باعتبارهم آتين من نفس المرجعية المغالية التي تروج للخطابات التكفيرية في كل مكان من المغرب اليوم، ولن يقولوا “نحن الأحق بالدفاع عن قانون مثل هذا على الأقل لكي ندفع عن أنفسنا التهمة الجاهزة التي يلقيها في وجوهنا خصومنا باستمرار وهي تهمة إعداد التربة الفكرية للتكفير وللإرهاب”.

لا، لن يقوموا بشيء من هذا. سيكتفون بالقول إنه النقل الحرفي من تونس، دون أن ينتبهوا أن أخا لهم في كل شيء هو راشد الغنوشي قد استوعب أن الحكم لوحده أمر غير ممكن، وأنه قبل بتقاسم سلط ومناصب هو الوحيد الذي يمكنه أن يذهب بتونس إلى السلامة في النهاية، لأن التنطع لن يقود أي بلد إلى أي بر نجاة مهما بلغ هذا التنطع أشده، ومهما اكتسى من أشكال استبدادية مختلفة.

هم لن يقولوا، لكننا نحن جميعا ملزمون بالقول، وملزمون بالتنويه بالرائعة خديجة الرويسي التي تخوض هاته المعركة الجديدة رفقة زملائها في الفريق النيابي للبام، وهي القادمة من أتون معركة حقوقية مستمرة تكبدت فيها خسائر معنوية كثيرة على مستوى هجومات عدة طالتها، ولكنها لم تنل منها، وجعلتها على الدوام مصرة على المواجهة وعلى الإيمان بأنه ليس قدرا أن يكون صوت واحد هو المسيطر على المكان، وهو الصوت المحافظ بامتياز.

الآن لا أحد يعرف مآل هذا القانون، ولا يعرف إن كنا سنملك شجاعة فعلية لمواجهة هذا المصاب الفعلي المسمى تكفيرا لبعضنا البعض بترسانة قوية واضحة تسري على الجميع، وتجعل من المستحيل علينا أن نسمع صغارا وكبارا يرددون كلما اختلف معهم أحد إنه يحارب الإسلام (مثلما اكتشفنا مجددا مع شريط لأحد الصبية الذين لم يبلغوا الحلم بعد والذي أصبح داعية دون علم أهل العلم، والذي وصف مباشرة عبر فيديو جديدة رئيسة جمعية “جسور” بأنها تحارب الإسلام (كذا!!!) فقط لأنها انتقدت بعضا مما جاء في كلام الفيزازي في حلقة مباشرة معكم الأخيرة)، لكن الأساسا هو أن جهة ما امتلكت هاته الجرأة وأقدت على الفعل.

بالأمس النهاري، وباليوم الذي تلاه أبو النعيم، واليوم هذا الصبي الصغير، وقبلهم لائحة طويلة من المغالين، وغدا لا أحد يعرف من، لذلك لا مفر من التسلح بأفضل شيء في وجه هؤلاء المستسهلين لأصعب شيء في الدين أي التكفير والإخراج من الملة والرمي بالباطل. لابد من التسلح بالقانون لئلا يقول أحدهم بعد أن يتورط في فعل فاضح مثل هذا مرة أخرى إن أحدا يستهدف رأيه أو حقه في التعبير.

التكفير لم يكن أبدا حرية تعبير، وتهديد سلامة الناس الشخصية فعل إجرامي وجبت معاقبته مهما كان، وعلى من لا يعجبه هذا الأمر أن يعود إلى الجاهلية وأن يشحذ فيها مايشاء من سيوف.

في انتظار ذلك لا مفر مرة أخرى من قولها: برافو للرويسي وزملائها، وهذه ليست إلا بداية المعركة.