تتواصل دينامية افتتاح القنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤكدة نجاح ونجاعة دبلوماسية تبدع في صد وإسقاط مناورات خصوم مغربية الصحراء.
قنصلية تشادية في الداخلة
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، قال نوفل البعمري، المحلل والخبير في شؤون الصحراء، إن “افتتاح قنصلية تشادية بالداخلة جاء في إطار العمل الدبلوماسي الجاد والكبير الذي تقوم به الدبلوماسية المغربية الرسمية والموازية داخل أفريقيا التي باتت تتوسع في مختلف الاتجاهات منها حاليا وسط إفريقيا”.
وأبرز البعمري، أن “تشاد تعد من أكبر الدول مساحة التي تقع وسط أفريقيا وتجمعها حدود مع ستة دول إفريقية كبرى وهو ما جعلها تتميز بموقع جغرافي جيوإستراتيجي جد مهم خاصة امتدادها نحو النيجر ثم مالي”.
وأوضح المحلل، أن “المغرب الآن يتوسع داخل أفريقيا ويستقطب دولاً من خارج غربها ليستكمل مشروع إعادة بناء القارة الإفريقية على أسس جديدة تقوم على التعاون المشترك ودعم التنمية المحلية بهذه البلدان”.
مشاريع ملكية كبرى
وأكد نوفل البعمري، أن “ما شجع هذه البلدان على الانخراط مع المغرب وتحت قيادة عاهل البلاد في إعادة البناء هذه العلاقات هي طبيعة المشاريع الكبرى التي دشنها وأعلن عنها الملك سواء مشروع أنبوب الغاز نيجريا المغرب أو المشروع الأطلسي الذي بات حقيقة واقعية”.
وسجل المتحدث ضمن التصريح ذاته، أن “توالي افتتاح القنصليات بالصحراء المغربية ليس فقط دلالة عميقة على الانتصار الدبلوماسي الذي يحققه المغرب دعما لقضيته الوطنية، بل هو أيضا مؤشر على انحصار ونهاية مشروع الانفصال بإفريقيا التي استطاع المغرب أن ينتزع اعترافات بمغربية الصحراء من أكثر من نصف دولها وهو ما سينعكس مع التدريج داخل الاتحاد الافريقي لتجميد عضوية تنظيم مليشيا البوليساريو داخله وتجميد الاعتراف داخل أجهزته بهذا الكيان الوهمي الذي أصبح محاصرا هو ومن ظل يتبناه”.
وشدد البعمري، على أننا “أمام نهاية مشاريع التقسيم ليس فقط بالمغرب بل بعموم إفريقيا ما دامت الأنظمة التي كانت تدعم البوليساريو هي نفسها من ظلت تستغل الاتحاد الأفريقي لزرع الحروب والفتن داخل هذه القارة”.