• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 18 أبريل 2016 على الساعة 13:56

حكاية مّي فتيحة.. لقمة العيش تُحرِق!!

حكاية مّي فتيحة.. لقمة العيش تُحرِق!!

1460901331_650x400

فرح الباز

منذ أسبوع، والرأي العام يتابع حكاية “مي فتيحة”، بائعة البغرير، التي وضعت حدا لحياتها، بعدما أقدمت على إضرام النار في جسدها احتجاجا على ما اعتبرته “حكرة” بعض أعوان السلطة ورجال القوات المساعدة.
بداية القصة كانت يوم السبت 9 أبريل الجاري، حين خرجت “مي فتيحة” من منزلها، في منطقة أولاد امبارك في مدينة القنيطرة، صوب السوق الذي ألفت أن تبيع فيه ما صنعته يداها من حلويات، لإعالة أسرتها.
كل شيء كان يسير على ما يرام، فجأة، حلت في المكان مجموعة من أعوان السلطة، مرفوقة بعناصر من القوات المساعدة، “صادروا بضاعة مي فتيحة ومالها”، حسب رواية مقربين من المعنية.
توسلتهم “مي فتيحة” أن يعيدوا بضاعتها، لكن توسلاتها لم تجد، “حمل القائد حلويات وبغرير مي فتيحة ووضعه في سيارته قائلا: يلا ما مشيتيش غندوز عليك بطوموبيلتي وندير عليك 12 شاهد، وما عندك ما تصور”.
أعادت “مي فتيحة” توسلاتها، فما كان من “القايد إلا أن وضع صفعة على وجهها، ودفعها حتى سقطت أرضا، فتم نقلها بواسطة “سطافيط” نحو المقاطعة السادسة في المدينة”، حسب الرواية ذاتها.
تفاصيل ما وقع داخل أسوار المقاطعة، ظلت مجهولة، وفي ساعة متأخرة من مساء السبت 9 أبريل، خرجت “مي فتيحة” من باب المقاطعة السادسة مرددة “عطوني سلعتي ولا نقتل راسي”، تهديداتها لم تجد، فأغلقت الباب من خلفها، فاتجهت نحو أقرب متجر فاقتنت قنينة مادة حارقة (الديليو)، فسكبتها على جسدها، لتشتعل فيه النيران.
بدأت النيران تلتهم جسد “مي فتيحة”، التي سقطت أرضا، فيما ظل شخصان من داخل المقاطعة يراقبان “مي فتيحة” وهي تحترق، أحدهما لم يكتف بالمشاهدة فقط بل وثق بدم بارد حادث الاحتراق بتسجيل شريط فيديو، دون محاولة تقديم المساعدة إلى البائعة، قبل أن يتدخل شاب لمحاولة إنقاذ “مي فتيحة”، حاول جاهدا نزع ما عليه من ثياب محترقة لإطفاء النيران، ليتدخل شخص آخر ويضع ثوب على جسد “مي فتيحة” المحترق.
نقلت بائعة البغرير بسيارة إسعاف إلى مصلحة المستعجلات في مستشفى الإدريسي في القنيطرة، الذي أحالها على المستشفى ابن رشد في الدار البيضاء يوم الاثنين الماضي (11 أبريل)، حيث فارقت الحياة متأثرة بحروق من الدرجة الثالثة أصابتها.
من أولى ردود الفعل التي أثارتها قصة “مي فتيحة”، تلك الصادرة عن النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، والنائب الأول لرئيس الجماعة الحضرية للقنيطرة، عزيز الكرماط، الذي طالب بفتح تحقيق في ملابسات الوفاة.
وتساءل الكرماط، في سؤال كتابي وجهه إلى وزير الداخلية محمد حصاد، عن الإجراءات والتدابير التي سيتخذها من أجل فتح تحقيق في ملابسات وحيثيات هذا الحادث.
من جهته، قدم وفد عن حزب الأصالة والمعاصرة، مكون من النائب البرلماني المهدي بنسعيد، وعبد المطلب اعميار، المنسق الإقليمي للحزب في سيدي سليمان، وسعيد حروزة، المنسق الإقليمي للحزب في القنيطرة، وممثلين عن منظمة شباب الأصالة والمعاصرة ومنظمة نساء الأصالة والمعاصرة، التعازي والمواساة إلى عائلة “مي فتيحة”، مطالبا السلطات بفتح تحقيق في الواقعة.
آخر دود الفعل هي التي نقلتها مصادر موثقة عن رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، الذي وعد بالتدخل في قضية وفاة “مّي فتيحة”، “مبديا تأثره الشديد” عندما بلغ إلى علمه ما وقع لبائعة البغرير، مشيرا إلى أن القضية ستأخذ أبعادا أخرى.
يشار إلى أن وزارة الداخلية شرعت في التحقيق في حيثيات وملابسات وفاة “مي فتيحة”.