• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 23 يونيو 2016 على الساعة 22:32

حرب أكتوبر!!

حرب أكتوبر!! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

أقل من أربعة أشهر تفصلنا عن الانتخابات التشريعية المقبلة. المفروض أن يكون 7 أكتوبر 2016 موعدا حاسما. العبارة نسمعها عند كل انتخابات، لكن الحسم لم يصل بعد، ولم يحدث بعد، ولم يقع بعد. لننتظر إذن.
مع ذلك، سيكون لانتخابات 7 أكتوبر طعم خاص. حتى لإرهاصاتها وبوادرها، والتسخينات التي تسبقها، رائحة خاصة. ليست زكية على كل حال، إلى حد الآن على الأقل.
7 أكتوبر أول امتحان “شعبي” حقيقي للمغرب، بشعبه ونخبه، في ظل الدستور الحالي. الدستور الذي نسميه جديدا، وما هو بجديد. سبقتها انتخابات 25 نونبر 2011، وهي، بالنسبة إلى الذين يؤمنون بلغة الأرقام، تلك التي جرت قبل خمس سنوات، وخمس سنوات في عمر الدول ينجز فيها الكثير، وفي عمر البشر هي المرحلة الأنسب لبدء الدراسة، وربما وقت متأخر للختان أيضا! ما علينا. سبقتها أيضا انتخابات 4 شتنبر 2015، لكن الفرق كبير.
انتخابات 25 نونبر 2011 تمت في أجواء من الدهشة والانبهار. أسبه بأجواء الحب من أول نظرة (للدستور). تلك النظرة التي تعمي صاحبها عن تفحص العمق، وعن تمعن التفاصيل، وعن الانتباه إلى البواطن. ولأن الدهشة والانبهار و”الكودفودغ” لا تساعد على التريث والاستنتاجات الموضوعية، سيكون سابع أكتوبر المقبل الامتحان الحقيقي، وقد كان 25 نونبر للتحضير النفسي فقط ليوم الامتحان، و4 شتنبر للتمرين!
على أساس ما سبق، ومع استحضار ساذج لوجود نية حسنة عند الجميع، المفروض في الطبقة السياسية أن تنشغل، أولا، باستقطاب المغاربة إلى صناديق الاقتراع، ليكونوا الفيصل بين السياسيين في يوم “البعث” الديمقراطي.
المفروض أن تجتهد هذه الطبقة في طرح البرامج والبدائل، على أن يحدث الاختيار، والفرز، في اليوم الموعود.
المفروض قبل هذا اليوم أن يوجهوا إلينا الدعوة لحضور العرس، لأنه بدوننا سيجدون أنفسهم معزولين أمام “النكافات” و”التريتورات” و”الجوق” و”الدقايقية”!
أما، ونحن نشاهد ما نشاهد، ونسمع ما نسمع، ونستنتج ما نستنتج، فلا شيء من هذا سيحدث. ربما ستجري المباراة بدون جمهور، وربما يكون الجمهور، إن حضر، قليلا. أقل من بائعي الزريعة والكاوكاو وقناني الماء والصودا في مدرجات ملعب يحتضن مباراة بئيسة.
وطبعا، مهما بلغت درجة الندية في مباراة فإن الجمهور من يمنح الفرجة وقيمة الفوز. المباريات التي تجري بدون جمهور تكون بلا طعم ولا رائحة. وغالبا ما يكون البيع والشراء سهلا فيها، فلا أحد يهتم بالنتيجة.
إلى حدود الآن لا شيء يبشر بأن الجمهور تغريه المباراة المنتظرة.
الدستور هنا. التعددية هنا. الإرادة السياسية هنا. أو هكذا يبدو على الأقل. ومع ذلك قد يغيب الجمهور. لماذا؟ لأنهم يشجعوننا على المشاركة على طريقتهم.
حزب يحذرنا من التحكم ومن الدولة العميقة.
حزب يحذرنا من التطرف ومن المشروع الإخواني.
حزب يحذرنا من التزوير ومن تحكم من نوع آخر.
حزب يحذرنا من الكيف.
حزب يحذرنا من الريف.
حزب يحذرنا من المؤامرة.
حزب يحذرنا من التدخل الأمريكي.
حزب يحذرنا من التدخل الإخواني.
حزب يحذرنا من كديم ايزيك جديد.
حزب يحذرنا من الخونة.
حزب يحذرنا من الفساد القديم.
حزب يحذرنا من الفساد الجديد.
ونحن (قد) نحذر أنفسنا من الجميع.
سيأتون بعد هذه الموجة من التحذيرات ليحاولوا، بكل ما أوتوا من براءة وبراعة، إقناعنا بأن لأصواتنا قيمة، وبأن تسجيلنا في اللوائح الانتخابية، وذهابنا إلى صناديق الاقتراع يوم سابع أكتوبر، أمانة في أعناقنا، إن فرطنا فيها ذهبنا بالبلاد إلى الجحيم.
لا أحد منهم يطمئننا على أن الأمور ستكون بخير. هم أنفسهم يشككون. هم أنفسهم غير مقتنعين. كيف سيقنعوننا نحن الذين لا ناقة لنا ولا مقعد ولا وزارة؟
يختلفون في كل شيء، لكنهم يجتمعون في سعيهم، كل من موقعه وبطريقته، إلى إقناعنا بأنه لا جدوى من هذه الانتخابات.
نخبة سياسية لم ينفع معها عهد جديد، ولا دستور جديد، ولا جيل جديد. نخبة تحتاج إلى “تفوسيخة” جماعية لتخليصها من حالة “الثقاف”… السياسي طبعا!