• تغير المناخ والفقر والحق في التعليم.. قضايا مُلِحة على طاولة مجلس حقوق الإنسان
  • كأس العرش.. المغرب التطواني يهزم أولمبيك خريبكة ويتأهل النصف نهائي
  • خطر وشيك يهدد الغابات.. الوكالة الوطنية للمياه والغابات تدعو للحيطة والحذر
  • حكيمي: نحظى بفترة مميزة ونسعى لبلوغ نهائي كأس العالم للأندية
  • في 8 مدن.. حموشي يؤشر على تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني
عاجل
الأربعاء 09 يناير 2019 على الساعة 19:00

حجابي (ليس) عفتي!

حجابي (ليس) عفتي!

النقاش الدائر حاليا حول حجاب/ تبرج السيدة أمينة ماء العينين، إثر نشر صور منسوبة إليها من باريس،  مفيد وصحي. 

وحتى إذا كان الموضوع ثانويا وهامشيا، كما يدعي البعض، فإنه يساهم في الوصول إلى نقاشات في العمق، تهم الحرية في المجتمع بشكل عام.

طبعا ليس من المقبول مؤاخذة أي كان على حقه في أن يلبس ما شاء ومتى شاء.

وطبعا، كذلك، ليس من حق أي كان أن يحاسب أيا كان قياسا إلى هندامه، لأن الهندام في نهاية المطاف شكل خارجي، ولا دور له (المفروض أنه لا دور له!) في العمل السياسي أو في المسؤوليات العمومية. 

لكن أيضا ليس من حق أي كان أن يصادر حق المُختلفين سياسيا مع الإسلاميين في تحليل الأمر بناء على قناعاتهم، مثلما نظر إليه المتعاطفون من زاوية نظرهم.

الحجاب عند الإسلاميين ليس مجرد هندام، بل هو آلية فعل سياسي، مثلما هي لحاهم، ومثلما هي الدراهم على جبهات بعضهم، ومثلما هي طريقة السلام، وغير ذلك من “الإيتيكيت الإسلامي”.

وبعيدا عن حالة السيدة ماء العينين، وقد أفتى فيها الكثيرون، كل من موقعه، ولا داعي للمزيد، فإن الحجاب، وهو بالنسبة إلى البعض “رمز التدين والاستقامة” عند الإناث، مثل اللحية، وهي بالنسبة إلى البعض “رمز التدين والاستقامة” عند الذكور، اكتسبا الكثير من القدسية في المجتمع، بشكل أضر، أو كاد يضر، بالحرية.

أن تكون سيدة ما محجبة لا يعني، البتة، أنها عفيفة أو نزيهة، وأن تكون متبرجة لا يعني، البتة، أنها فاسدة أو غير نزيهة. 

ينطبق هذا على الرجال أيضا، فاللحية لا تعني، بشكل آلي، الإيمان والاستقامة واليد النظيفة، و”الدرهم” على الجبين لا يعني، البتة، أن القلب عامر بالإيمان.

الحجاب حرية بلا شك، واللحية أيضا، لكنهما ليسا أبدا “علامة جودة”، ولا “إيزو سياسي”، ولا أخلاقي حتى.