عبر الجزائر، أحدثت إيران لنفسها سوقًا كبيرة سمحت لها ببيع “أسطول” من الطائرات بدون طيار لميليشيات البوليساريو، وقد دقت منظمة مستقلة من الصحفيين الأوروبيين ناقوس الخطر بشأن التهديد الحقيقي الذي تمثله تجارة الموت هذه على المغرب.
تهديد مباشر للمغرب
وفي معرض عمود صحافي نشر على على الموقع الإلكتروني لجمعية الصحفيين الأوروبية (AEJ)، حذر الصحافي الأمريكي، لويلين كينگ، من أن تزويد جبهة البوليساريو بطائرات بدون طيار إيرانية يشكل تهديدًا مباشرًا للمغرب.
وأشار صاحب العمود إلى أن إيران استغلت تركيز منتقديها على برنامجها النووي، لترسيخ نفسها بهدوء كمورد قوي للطائرات العسكرية بدون طيار لـ “وكلائها” في جميع أنحاء العالم.
سبب الحرائق في السعودية
وجاء في العمود المعنون بـ”الطائرات بدون طيار والتغييرات القاتلة في قواعد الحرب”، أن إيران توفر طائرات بدون طيار ليس فقط لروسيا قصد استعمالها في غزوها لأوكرانيا، ولكن أيضا للبوليساريو والشرق الأوسط.
وكشف الصحافي لويلين كينگ في عموده أن الطائرات الإيرانية المسيرة، هي من كانت مصدر الحرائق المدمرة التي شهدتها السعودية، في يناير الماضي.
حرب عصابات ضد المغرب
وأشار الكاتب إلى أن الدبلوماسيون المغاربة سبق وأثاروا مع الحكومات الغربية قضية “الدرونات الإيرانية” التي تزود بها إيران، بالتواطؤ مع الجزائر، ميليشيات البوليساريو قصد تسخيرها لتنفيذ حرب عصابات ضد المغرب.
وأبرز الصحافي الأمريكي أن إيران تمكنت من تصنيع الطائرات بدون طيار بسهولة اليوم، لأن هذه الدولة اقتحمت هذه الصناعة خلال حربها ضد العراق خلال الفترة مابين عامي 1980 و 1988. كما تمكنت من تطوير أجهزتها استنادا على النماذج الأمريكية التي تم اعتراضها وتفكيكها واستنساخها، بل وتحسينها باستخدام التقنيات الجديدة.
محركات مهربة
وسجل الصحافي أن المحركات المهربة، القادرة على تشغيل طائرات بدون طيار، تم تهريبها إلى إيران، حيث يتم تهريبها تحت ملصقات زائفة للزلاجات النفاثة أو عربات الثلوج، وهذا ما تم بالفعل مع محرك “روتاكس” النمساوي الصنع إلى أن تم اكتشاف الحيلة، يقول صاحب العمود.
ويدعي الجيش الإيراني حاليا أنه قادر على تصنيع المحركات وجميع أجزاء طائراته بدون طيار داخليًا، ما يسمح لإيران بتقديم مجموعة فريدة من الطائرات بدون طيار ذات الخصائص التقنية المتقدمة.
ونقل الكاتب بأن نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكي (وهو مركز أبحاث أمريكي)، أخبره شخصيا بأن
“إيران استثمرت الكثير لتوحيد قواها في صراعات غير متكافئة، ولهذا السبب أنفقوا الكثير من المال والوقت على دعم الإرهاب، والكثير من المال والوقت على الصواريخ الباليستية، والطائرات بدون طيار ليست سوى تطور لهذه الاستراتيجية”.
المغرب محق في قلقه
ويخلص صاحب العمود إلى أن المغرب محق في قلقه من خطر الطائرات بدون طيار، “فعلى الرغم من أنها قد لا تحسم الحرب، إلا أنها يمكن أن تلحق أضرارًا جسيمة بمجموعة متنوعة من الأهداف، كالمنتجعات السياحية والمنشآت العسكرية وكذا شبكات الطاقة الحيوية ومحطات الطاقة”.
وما يساعد في ذلك، يسجل العمود الصحافي، أن هذه الأجهزة (الطائرات بدون طيار) خفيفة ورخيصة وسهلة الحمل والإخفاء. إلا أن صاحب العمود أغفل أن يشير إلى أن المغرب لن يسمح بتحقيق ذلك.
