في الوقت الذي تعرف فيه خطوط النقل في مدن شمال المملكة، إقبالاً كثيفا في فترة عيد الأضحى، تزامنا مع موسم الاصطياف، تتقاطر شكايات عيّنة من زبناء سيارات الأجرة، خصوصا الصغيرة منها، والسبب هو التذمّر من تلك الانتقائية في الطرق والمسارات والوِجهات، أو في عدد الركاب، أو لأسباب أخرى مُتعددة، يبرّرها في الغالب السائق، بالهرب من الاكتظاظ، وما قد يُصيبه من خسارة في حالِ حمل ثلاثة أشخاص بِثمن رحلة واحدة فقط، ويإكراهات أخرى مثل “الرّوسيطا”وغيرها من التبريرات.
الرخصة هاهي.. والثقة فيناهي؟
في اتصال هاتفي مع مصطفى الشلحي، رئيس جمعية التكافل والتفاعل لسائقي سيارات الأجرة في مدينة طنجة، قال إن السائقين المهنيين لا ينكرون وقوع مثل هذه الممارسات، التي لا تمت للمهنة بصلة، مستشهدا بالمثل القديم الدّارج: “حوتة كاتخنّز الشواري”.
وأضاف:” كاملين كانتحملوا المسؤولية، وخاصنا نقادو راسنا… حنا عندنا رخصة الثقة، بغيناها إسم على مسمى، باش ملّي يركب معانا المواطن يحس بهاد الثقة ماشي العكس”.
بتفاؤل شديد، قال المتحدث نفسه،” إن دور السائق بطولي، باعتباره سفيرا للسياحة الداخلية، خصوصا وأن هذه الفترة من السنة تعرف إقبالا متزايدا من طرف أفراد الجالية المقيمين في الخارج”.
مبادرة زوينة
ولتغيير هذه النظرة السلبية، يضيف المتحدث، بادر سائقوا سيارات الأجرة إلى تأسيس جمعية تعطي الأولوية لثلاثة ركاب في الرحلة الواحدة، ولا تأخذ أي مقابل من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها تهتم بحالات إنسانية في حالة هشاشة، مثل وضعية المسنين، أو الأم التي تحمل معها رضيعًا، وغيرها من الحالات، على أمل تعميم مثل هذا المشروع الإنساني على مختلف مدن المملكة”.
دير واجباتِك يجيك حقك
وشدد المتحدث نفسه، على أن الحفاظ على قواعد وسلوك السائق من الأولويات، وأن الانطلاقة الحقيقية تبدأ من التكوين، مسترسلا بالقول: “إن حصول السائق على مطالبه، لا يمكن أن يتحقق بأي حال من الأحوال دون التزامه بواجباته المهنية”.
وأضاف: ” كنقوموا بالرحلة لذوي الاحتياجات الخاصة بالمجان، ورجعنا الأولية لثلاثة أشخاص، والمرأة اللي هازة معاها الرضيع وحتى للمسنين، وحنا فرحانين بهذه المبادرة اللي كتشمل حتى المرضى إلى المستشفيات وبغيناها تتعمم”.
