اكتسب تطبيق “تيك توك” شعبية واسعة بين المغاربة، خاصة في فئة الشباب وصغار السن، وأصبح له تأثير كبير على حياة الأشخاص، ومع مرور الوقت استطاع عبور جميع الحدود، وأساء الكثير استخدامه، ما أوقعهم في تجاوزات أخلاقية وأخرى قانونية.
تجاوزات أخلاقية
ويرى علي الشعباني، الباحث في علم الاجتماع أن فئة واسعة من مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي ، وخاصة “تيك توك”، يستعملونها بدون قراءة العواقب.
وأوضح الشعباني، في اتصال هاتفي مع موقع “كيفاش” أن السعي وراء الشهرة والبحث عن مكانة اجتماعية هو ما يدفع المئات من الشباب إلى صنع ونشر محتوى فيديوهات يجمع بين التهريج والطيش والتهور، حتى ولو جرهم هذا المحتوى إلى فعل المحضور.
وكشف الشعباني، وهو أستاذ زائر في المعهد العالي للإعلام والاتصال، أن أغلب صانعي محتوى التيك توك المغاربة ليست لهم دراية ولا اطلاع بالأمور القانونية، ومستواهم الدراسي ضعيف.
وحذر المتحدث ذاته، من أن ظاهرة غريبة، أسماها “صناعة الأنفس”، ماضية في الانتشار بين مصوري الفيديوهات الفضائحية والطائشة، وأضاف ” الكثير من مصوري مثل هذه الفيديوهات أناس نكرة مجهولين وغير معروفين، ولأنهم يرون ألا دور لهم في المجتمع يريدون أن يقدموا أنفسهم عبر هذه المقاطع المصورة ولو أنها تنطوي على مخاطر قد تهددهم وتهدد غيرهم”.
وتأسف الباحث في علم الاجتماع، علي الشعباني، لغياب دراسات علمية رصينة تغوص في شخصية “المستعمل لهذا النوع من مواقع التواصل الاجتماعي، تقربنا من ماهيته، من أي موقع ينطلق، أهدافه وغاياته”، وأردف قائلا ” للأسف لا نعرف حاليا سوى الانطباعات السطحية التي تأتي عبر التأويلات العادية، ونفتقر إلى المعطيات الدقيقة…
هذا ورش يجب علينا فتحه وعلى الباحثين الغوص في الأسباب وتقديم نتائج علمية
إن أردنا التوصل إلى أجوبة مقنعة”.
تجاوزات قانونية
وإن كان علم الاجتماع ما يزال ينقب عن أجوبة مقنعة تفسر بعض تجاوزات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فإن علم القانون واضح في بعض النوازل، ويفرد عقوبات صارمة للمخالفين، ولسان حاله يقول “أنا لا أحمي المغفلين”.
الدكتور العربي ايعيش، المحامي والباحث في القانون، ينصح شباب وشابات التيك توك بالاستعمال الأمثل لهذا الموقع الذي يتيح إمكانية عرض فيديوهات قصيرة، وعدم التهور في نشر أي شيء ما لم تعرف عواقبه القانونية.
وعاد الباحث في القانون إلى واقعة فيديو الترامواي، وقال إن العقوبة فيها لا قدر الله كانت ستصل إلى الإعدام، لو أن ذلك الفعل الطائش تسبب في وفاة أحد ركاب الترامواي.
وأوضح أن ما كان يراه المتهمون في فيديو الترامواي تسلية يعتبر في نظر القانون جناية، طبقا للفصل 591، والذي يتضمن عقوبة سالبة للحرية تتراوح بين 5 و10 سنوات، وقد تتضاعف وتصل إلى حد الإعدام إذا نتج عن هذه الجريمة قتل إنسان.
وشدد المحامي الشاب العربي ايعيش، على أن القانون يجرم أفعال ليس فقط من يرتكب أعمالا مجرمة قانونا، وإنما يعاقب أيضا كل من يساهم معه في ارتكاب هذه الأعمال، سواء من صور أو من قدم المساعدة او من أتت المشهد.
وختم المتحدث ذاته، بالقول “من أتى أحد الأفعال التي تساهم في الارتكاب المادي للجريمة يدخل في خانة المساهم فيها وقد يعاقب بنفس عقوبة مرتكب الجريمة”.