• على لسان نائبة رئيس الوزراء.. سلوفينيا تعبر عن بالغ تقديرها لريادة جلالة الملك ودور المملكة كفاعل رئيسي في استقرار المنطقة
  • وزير الفلاحة: أنا ما كنعرفش الشناقة… والنقاش حول دعم استيراد الأغنام كانت فيه السياسة!
  • معرض الكتاب بالرباط.. رواق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يفتتح سلسلة اللقاءات والندوات
  • وزير الفلاحة: حنا عندنا الكبدة على المواطن… والغلاء كيكون حسب العرض والطلب وهادي مسألة عادية جدا
  • الوزير البواري: الفلاحة هي الضحية الأولى للجفاف بالمغرب… وهذه حقيقة “تصدير المياه”!
عاجل
الإثنين 06 ديسمبر 2021 على الساعة 09:30

تجارة وعيش مشترك.. “حاخام” مدينة فاس يحكي عن التعايش في الملاّح (فيديو)

تجارة وعيش مشترك.. “حاخام” مدينة فاس يحكي عن التعايش في الملاّح (فيديو)

قد يلاحظ المتجول في ربوع المدن المغربية العتيقة، لافتات عند مداخل بعض الأحياء تحمل تسمية “الملاح”، تسميةٌ تختزل بين حروفها قصصا من التعايش الانساني الاستثنائي بين المغاربة مسلمين ويهود.

عيش مشترك

في حديثه لبرنامج “ناس الملاح”، الذي تبثه إذاعة “ميد راديو”، قال أبراهام الصباغ، حاخام مدينة فاس، إن “اليهود والمسلمين في المدينة كانت تجمعهم علاقات استثنائية، يطبعها التعايش والسلام”.

وأبرز الحاخام الصباغ، أن “الملاح اليهودي في مدينة فاس كان يعرف رواجا تجاريا بين المغاربة اليهود والمسلمين، إذ كان يقبل المسلمون على دكاكين اليهود لشراء السلع والبضائع”، موضحا أن “ملاح فاس كان في البداية حيا خاصا باليهود حيث لم يسكنه غيرهم إلا أن المغاربة المسلمين كانوا يتوافدون عليه بغرض التجارة”.

وفي المقابل، لفت الصباغ، إلى أن اليهود هم أيضا كانوا يشترون الحرير والأثواب من المسلمين، بالإضافة إلى منتوجات الصناعة التقليدية من جلابيب و”بلاغي”.

وشمل التعايش بين المغاربة المسلمين واليهود، مختلف مناحي الحياة، حيث أوضح الحاخام اليهودي أبراهام الصباغ، أنه “في وقت مضى كان لليهود المغاربة في مدينة فاس مذابح خاصة بهم إلا أنه بعد فترة من الزمن باتوا يشاركون المغاربة المسلمين نفس المذبح، ولا يختلفون عنهم إلا في شعائر الذبح وفق نظام “كاشير” اليهودي”.

أحياء الملاح.. ذاكرة مغربية

وترجح بعض الدراسات التي اهتمت بتاريخ الوجود اليهودي في المغرب، أصل تسمية الحي اليهودي بـ”الملاح”، لأول حي يهودي تم بناؤه في مدينة فاس، في منطقة كان يجمع فيها الملح ويخزن تمهيدا لتصديره عبر القوافل التجارية.

هي ترجيحات تاريخية إن صدقت فهي تؤكد ما كانت عليه هذه الأحياء، حيث شكلت في غالب الأحيان، القلب التجاري النابض للمدن التي أقيمت بها، من خلال احتضانها لأهم الأسواق والأنشطة التجارية التي يبرع فيها اليهود.

هذا وأبرز الحاخام الصباغ، أن اليهود المغاربة كانوا يتقنون نسج الصوف، وعددا من الحرف التقليدية التي لها علاقة بالخياطة التقليدية من صنع “القيطان”، و”الصم الحر”.

وبالرغم من أن أحياء الملاح، كانت خاصة باليهود المغاربة، إلا أنها شكلت فضاءا بارزا للتعايش بين الديانتين، حيث ضمت هذه الأحياء منازل المسلمين، واحتضنت معاملات تجارية وإنسانية مشتركة بين المغاربة المسلمين واليهود، في تآلف وسلام.