تحول موضوع إقالة الناخب الوطني وحيد خليلوزيتش بعد الإقصاء من دور الربع ضمن كأس الأمم الإفريقية “كان 2021” المقامة حاليا في الكاميرون، إلى مطلب عند مجموعة من متتبعي الشأن الرياضي في المغرب، وذلك لما خلفه الخروج على أيدي الفراعنة من حسرة عند محبي أسود الأطلس.
ومن الواضح والبديهي أن تتوجه سهام الانتقاد إلى المدرب البوسني باعتباره قائد كتيبة أسود الأطلس، وبالنظر إلى اختياراته التي أثارت الكثير من الجدل مع استبعاده لنجمين بارزين، ويتعلق الأمر بكل من حكيم زياش نجم تشيلسي الإنجليزي ونصير مزراوي نجم أياكس أمستردام الهولندي.
أرقام وحيد خليلوزيتش
لكن المتابع لمسيرة الأسود تحت قيادة وحيد لا يستطيع أن ينكر أن للبوسني أرقاما مميزة منذ تعيينه على رأس العريضة الفنية للمنتخب، حيث لم يخسر في أية مباراة رسمية إلا ضد المنتخب المصري في نهائيات الكان، علاوة على تأهله لكأس الأمم الإفريقية قبل دورتين، وعبوره إلى مباراة السد المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالعلامة الكاملة، في مجموعة تأهلت جميع المنتخبات التي تضمها إلى كأس الأمم الإفريقية.
وتمكن وحيد خليلوزيتش لحدود الآن من الفوز في 17 مباراة مع 6 تعادلات، إضافة إلى خسارتين فقط إحداهما كانت ضد الغابون في مباراة ودية. وهي الأرقام التي تشفع لوحيد.
الانضباط
من جهة أخرى، استطاع وحيد خلق انضباط كبير في المنتخب الوطني منذ قدومه، وهو ما اتضح في أكثر من مناسبة، لعل آخرها عودة اللاعبين جميعا إلى المغرب بعد الإقصاء، ليكون أول مدرب يفرض على اللاعبين البقاء مجتمعين عوض السفر بشكل متفرق والذهاب إلى أنديتهم.
وعلاوة على ذلك، لم يخرج أي لاعب بتصريح خارج السياق خلال البطولة أو بعد الإقصاء، حيث فرض البوسني الانضباط على لاعبيه، ومهما كانت مكانة اللاعب عند الجماهير أو مهاراته التقنية والفنية، يبقى الانضباط أهم شروط وحيد للبقاء في سفينة الأسود.
المواجهة
بعد الإقصاء اختار وحيد خليلوزيتش عدم الحضور إلى المؤتمر الصحافي الخاص بالكاف، وهو ما اعتبرته بعض المنابر الإعلامية هروبا من الإعلام، إلا أن البوسني أراد أن يجري ندوته الصحافية في المغرب وأمام وسائل الإعلام المغربية، لأن ما بعد الإقصاء هو موضوع وطني محض ولا علاقة للمنابر غير المغربية بالموضوع.
وحدد خليلوزيتش بعد غد الخميس للظهور أمام وسائل الإعلام واستقبال الأسئلة وتوضيح سبب الإقصاء وكشف الأهداف المستقبلية.
مباراة السد
العبور إلى مباراة السد بالعلامة الكاملة (6 انتصارات في 6 مباريات) هو إنجاز غير مسبوق يعود لوحيد خليلوزيتش والمجموعة التي ستواجه الكونغو الديمقراطية شهر مارس المقبل، هي مجموعة وحيد خليلوزيتش والتي آمن بها وجعلها تلتف حوله. فمن غير المنطقي ومن الإجحاف في حق البوسني أن تتم إقالته حاليا بالرغم من أن القانون يقف في صف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والتي وضعت من ضمن الأهداف الوصول إلى نصف نهائي الكان أو أن يتم فسخ العقد بين الجامعة والمدرب بشكل أوتوماتيكي، مع إشعار 3 أشهر.
يفصل أسود الأطلس شهر على مباراة السد، وفي حالة إقالة وحيد خليلوزيتش سيتعين على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعيين بديل جديد، هذا البديل لن يجد الوقت الكافي للتحضير خاصة وأن اللاعبين سيقضون هاته الفترة رفقة أنديتهم، مع التذكير أن من سيعوض وحيد خليلوزيتش سيرفض تحمل مسؤولية أي إخفاق محتمل بذريعة أنه لم يمنح الوقت الكافي.