عثر، أمس الخميس (14 ماي)، على جثة مواطنة مغربية، في مرحاض عمومي في مجمع “بلاصا ذي طورو”، الذي خصصته سلطات مليلية المحتلة لإيواء المغاربة العالقين هناك، بعد إغلاق المغرب لحدوده منتصر شهر مارس الماضي.
ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن الشابة البالغة من العمر 34 سنة، عثر عليها جثة هامدة داخل أحد المراحيض من طرف حراس الأمن الخاص، ولا تبدوا عليها أثار العنف.
وأكدت المصادر ذاتها أن أسباب الوفاة تعود إلى جلطة دماغية، فيما فتحت الشرطة الاسبانية في مدينة مليلية المحتلة تحقيقا في ملابسات الوفاة الغامضة.
غضب واحتجاجات
حاثة الوفاة هذه أججت غضب المغاربة العالقين في الخارج الذين أعلنوا تنظيم وقفات احتجاجية ثانية، أمام القنصليات المغربية، يوم الأربعاء المقبل (20 ماي)، احتجاجا على ما اعتبروه “تخلي الحكومة” عنهم.
وأصدر المغاربة العالقون في الخارج، اليوم الجمعة (15 ماي)، بيانا شديدة اللهجة، يتهمون فيه الحكومة المغربية ب”التماطل والتسويف” في ترحيلهم إلى أرض الوطن.
وعبر المغاربة العالقين في الخارج عن غضبهم “العارم جراء الظروف غير الإنسانية لوفاة عالقة مليلية المحتلة”، معتبرين أن هذا الحادث “يترجم بحق مدى استخفاف الحكومة بحياة المغاربة العالقين، وتركها إياهم يعيشون ظروفا فاقت قسوتها طاقة البشر في عدد من مناطق العالم”، على حد تعبير البيان.
وأوضح البيان أن هذه الوقفات تأتي “بعد صبر طال لأكثر من شهرين دون أن تحدد الحكومة المغربية أي تاريخ للشروع في الترحيل، وفقدان الأمل في قيامها بإجلاء مواطنيها كما فعلت كل دول العالم، خصوصا مع تلاشي الوعود التي أعطاها وزير الخارجية”.
وحمل المغاربة العالقين في الخارج “الحكومة مسؤولية الوضع الذي يوجد فيه العالقون، وما نجم عنه من تداعيات مأساوية على حياتهم ونفسيتهم ووضعهم المهني والاجتماعي”، مجددين دعوتهم لمجلس النواب “كمؤسسة لها حق الرقابة على العمل الحكومي، أن تمارس صلاحياتها لحث الحكومة على تحمل مسؤولياتها وترحيل العالقين في أقرب وقت”.
وناشدوا الجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية “بشجب هذا الموقف الاستثنائي الذي اتخذته الحكومة إزاء 28000 من مواطنيها دون أسباب واضحة، مقنعة ومعقولة”، وفق ما جاء في البيان.
ترحيل العالقين في مليلية
وعلاقة بوضعية العالقين في مليلية المحتلة، قررت السلطات المغربية، حسب ما أوردته مصادر إعلامية، إعادة مواطنيها العالقين هناك.
وستجرى هذه العملية خلال الساعات القليلة القادمة، وتهم 500 مواطن، وستتم إعادتهم على دفعتين، الأولى تضم 200 شخص، والثانية تضم 300 شخص.
وأضافت المصادر ذاتها أن المغرب نسق مع سلطات مدينة مليلية للاتفاق على طريقة إعادة العالقين، بعد إعداد قوائم الأشخاص المرخص لهم بالعودة.
وعود العثماني
وكان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أكد أنه يتم إعداد السيناريوهات لإنجاح عودة 27 ألفا و850 من المغاربة العالقين في الخارج، والمسجلين في قنصليات المملكة في الخارج.
وقال العثماني، في لقاء خاص نقلته قنوات تلفزيونية وطنية، إنه “بمجرد اتخاذ قرار فتح الحدود سيتم إرجاع المغاربة العالقين خارج أرض الوطن”، مؤكدا ضرورة إيجاد حل لهذا الموضوع “حتى تكون عودتهم نجاحا ومكسبا جديدا للمملكة”.
وأوضح أن الحكومة تهتم بوضعيتهم وتواكبها باستمرار، مذكرا ب”عملية استنفار” التي تم على إثرها إعداد 155 مركزا وخلية أزمة لمواجهة هذه القضية في مختلف سفارات وقنصليات المملكة في بلدان الاستقبال.
وسجل رئيس الحكومة أنه تمت مواكبة جميع المغاربة العالقين خارج الحدود، وتكفلت الوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ب 5700 شخص منهم، إما بالتطبيب أو السكن أو خدمات أخرى، أي 25 في المائة منهم.
إقرأ أيضا: العثماني: تم التكلف بـ7500 من المغاربة العالقين في الخارج
