فرح الباز
يبدو أن التصريحات الأخيرة للشيخ السلفي عبد الكريم الشادلي، التي هدد فيها بشن حرب على الجزائر، بالتعاون مع السلفيين الموجودين في السجون بسبب ملفات الإرهاب، لم ترق بعض المتابعين في الجارة الشرقية، الذين اعتبروها “استعانة بالدين لأغراض سياسية”.
وقالت وسائل إعلامية جزائرية إن تصريحات الشادلي تشير “إلى خطورة هذا التوظيف الديني في الحرب التي يتخيلها المغرب ضد الجزائر، وما توظيف الدين لهذا الغرض إلا خطوة خطيرة جدا باعتبار أن مشاعر الشعوب تستجيب للمتطلعات الدينية”.
وللرد على تصريحات الشيخ السلفي عبد الكريم الشادلي، استعان موقع إلكتروني جزائري بالمستشار السابق في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، والباحث المهتم بملف الحركة السلفية، عدة فلاحي، الذي قال إن تصريحات الشادلي “نوع من أنواع الضغط على الجزائر باعتبار حساسية الملف، لذا وجب على السلطات اتخاذ تدابير الحيطة والحذر”.
وانتقد المستشار السابق ما أسماه “تهاون الجزائر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تلك الفئة التي تهدد الجزائر من الجهة الغربية”، معتبرا أن “غياب المراجع الدينية غير القادرة على مواجهة الفكر القادم من الغرب في ظل غياب حزام أمني ديني على الحدود المغربية، فضلا عن الإغفال عن تعيين مديري الشؤون الدينية على اضطلاع تام بما يحدث على الحدود التي تشهد غليانا كبيرا”.
ولم يكتف المستشار السابق في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية بهذا القدر، بل طالب سلفيي الجزائر بإصدار رد فعل على تصريحات الشيخ الشادلي، قائلا: “لو أرادوا فعلا إظهار ولائهم للجزائر لأظهروه على الأقل بيانا للتنديد بالتصرف، أما أن يقفوا موقف وسط فهو أمر مستبعد”.
وكان الشيخ الشادلي قال، خلال ندوة يوم السبت الماضي (29 ماي) في الدار البيضاء، إن “السلفيين مستعدون للدخول حتى العاصمة الجزائرية، بمن فيهم المرمى بهم في السجون، فاليوم هناك تهديدات يعيشها المغرب من طرف محيطه وقوى عظمى، وهناك تهديدات ستة ملايين جزائري تشيعوا وهذا مخطط لضرب المغرب”.
وأضاف: “أنا لا أستعمل الديماغوجية أنا أتكلم انطلاقا من الواقع وأعرف بلدي جيدا، ولا يجب أن يفرط المغرب في سلفييه، السلفيون فيهم الرجولة ودماؤهم تذهب هدرا في سوريا كل يوم وبلادهم أولى بهم، هم اليوم على استعداد والدولة خاصها تبين حسن النية”.
