يستمر شبح ضياع التحصيل الدراسي، في تعقب الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، بعد أن هددتهم الجامعات الأوكرانية بالطرد في حال لم يدفعوا رسوم دراسة الأسدس الثاني الذي تزامن مع الحرب، في الأجل المحدد.
الطرد وهاجس الامتحانات
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال ياسين، وهو طالب مغربي في جامعة “راديو إلكترونيك” في مدينة خاركوف، يتواجد حاليا بالمغرب، إن “الجامعات الأوكرانية تواصلت بالفعل مع الطلبة الذين لم يستكملوا بعد تأدية رسوم الدراسة المتعلقة بالأسدس الثاني”.
وأوضح الشاب المغربي، أن “الجامعات في أوكرانيا عبرت بشكل واضح على أن مصير هؤلاء الطلبة هو الطرد النهائي، معللة ذلك بأنه في حال لم يتم استكمال دفع الرسوم، يكون العقد ما بين الطلبة والجامعات غير مكتمل وبالتالي يتم إبطاله بشكل تلقائي”.
وفي سياق متصل، عبرت رجاء، وهي طالبة طب بإحدى الجامعات في دنيبرو الأوكرانية، عن مخاوفها من تنظيم الجامعات الأوكرانية الامتحانات بشكل حضوري، في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الروسية الأوكرانية.
وأكدت رجاء، التي تتواجد حاليا في المغرب، في اتصال مع موقع “كيفاش”، أن “جامعتها حددت مواعيد امتحانات “الكروك” الخاصة بطلبة الطب في سنتهم الثالثة والسادسة لشهري شتنبر وأكتوبر من العام الجاري”.
وأوضحت الطالبة المغربية، أن “امتحانات “الكروك” تكتسي أهمية بالغة في التحصيل الدراسي لطالب الطب في أوكرانيا، حيث يتوقف عليها مساره العلمي، ولا يمكن للجامعات الأوكرانية أن تسمح باجتيازها عن بعد لما لها من حساسية وأهمية”.
وعن نقاش إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا، في الأسلاك الدراسية المغربية، اعتبرت الطالبة رجاء، أن “هذا الأمر لا يغدو كونه فرضية مستحيلة، وذلك لعدم تطابق معايير التكوين بين البلدين”، مبرزة أنه “بعد التسجيل في المنصة التي أحدثتها وزارة التعليم العالي لإحصاء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، ورد إلى علم الطلبة أن الوزارة تتجه إلى البحث عن دول لا يختلف نظامها الأكاديمي عن ذلك الموجود في أوكرانيا، لاستقطاب عدد من الطلبة المغاربة”.
حلول الوزارة
وكان عبد اللطيف الميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قد أكد أن الوزارة تشتغل على ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا لإنقاذ مسارهم التعليمي.
وأبرز وزير التعليم العالي، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، شهر أبريل الماضي، أنه “تم إجراء عدد من الاتصالات الدبلوماسية مع بعض الدول الصديقة بأوروبا الشرقية التي تتوفر على نظام تعليمي مماثل لأوكرانيا، وبالأخص رومانيا والمجر وبلغاريا، لتدارس إمكانية استقبال الطلبة المغاربة في مؤسسات التعليم العالي المتواجدة بها”.
وفي السياق ذاته، أوضح الميراوي، أن “الزيارة التي قام بها إلى رومانيا بدعوة من وزير التربية الروماني، تم خلالها الاتفاق على إمكانية إدماج طلبة السنة الأولى إلى السنة الثالثة دون أي صعوبات، كما سيتم الإعلان قريبا من طرف الوزارة الوصية برومانيا عن عدد الطلبة المغاربة الذين بإمكانهم التسجيل بمؤسسات التعليم العالي”.
وشدد المتحدث، على أن “إشكالية إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا، مرتبطة بالأساس بالعدد الكبير لطلبة طب الأسنان و الصيدلة، والذي يفوق القدرة الاستعابية للكليات الوطنية في القطاعين العام و الخاص”.
وسجل وزير التعليم العالي، أن “أزيد من 7200 طالبا وطالبة وضعوا تسجيلاتهم بالمنصة التي أحدثتها الوزارة لجرد مستويات الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا وتخصصاتهم، و 75 في المائة منهم ينتمون إلى شعب الطب والصيدلة وطب الأسنان”.
