في خطوة تعد الثالثة من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، سلم مجلس النواب الأمريكي بنود الاتهام الموجهة إلى الرئيس دونالد ترامب، إلى مجلس الشيوخ، الذي سيبدأ إجراءات المحاكمة فعليا الثلاثاء المقبل (21 يناير).
وقد تدوم هذه المحاكمة أسابيع عدة لتحديد ما إذا كان سيتم تجريد الرئيس الخامس والأربعين من منصبه أم لا.
محاكمة تاريخية
وتسلم مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الأربعاء (15 يناير)، القرار الاتهامي بحق الرئيس دونالد ترامب تمهيدا لمحاكمة الرئيس الـ45 للولايات المتحدة بقصد عزله من منصبه، وهي محاكمة ستبدأ فعليا الثلاثاء المقبل، حسب ما أعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل.
سيشرف على هذه المحاكمة التاريخية رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، الذي سيؤدي اليمين الدستورية، اليوم الخميس، رئيسا لهيأة المحكمة البرلمانية، قبل أن يؤدي أعضاء مجلس الشيوخ المائة اليمين الدستورية أمامه بصفتهم أعضاء هيأة المحلفين.
وذكر ماكونيل إن محاكمة ترامب أمام مجلس الشيوخ ستبدأ “فعليا” الثلاثاء المقبل.
تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس
وكانت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وقعت قبيل ذلك بدقائق القرار الاتهامي وأحالته إلى مجلس الشيوخ، وتولى موظفو مجلس النواب نقل القرار الاتهامي باليد داخل مظروف أزرق وسلموه إلى مجلس الشيوخ.
وقبيل توقيعها القرار الاتهامي الذي وجه بموجبه مجلس النواب إلى الرئيس الجمهوري تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، صرحت بيلوسي “من المحزن والمأساوي للغاية بالنسبة إلى بلدنا أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس لتقويض أمننا القومي وانتهاكه اليمين الدستورية التي أداها وتعريضه أمن انتخاباتنا للخطر، قادتنا إلى هذا المكان”.
وأضافت: “اليوم ندخل التاريخ”.
مراسم احتفالية
ووقعت بيلوسي القرار الاتهامي مستخدمة مجموعة من الأقلام في مراسم احتفالية، إذ كتبت كل حرف من اسمها بقلم مختلف.
وبعيد تسلم مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون القرار الاتهامي قال ماكونيل “نقسم (…) بإحقاق الحق لمؤسساتنا وولاياتنا ووطننا”.
وأضاف السناتور الجمهوري أنه يتعين الآن على مجلس الشيوخ أن يبلغ البيت الأبيض بأمر المحاكمة وأن يطلب من الرئيس “الرد على مواد اللائحة الاتهامية وأن “يرسل محاميه”.
ومن جهته، اعتبر ماكونيل، المدافع الشرس عن الملياردير الجمهوري، أن “هذا وقت عصيب بالنسبة إلى بلادنا، ولكن هذا هو السبب الذي دفع بالآباء المؤسسين لإنشاء مجلس الشيوخ”، على حد قوله.
تفاصيل التهم
والاتهام الأول الموجه إلى ترامب هو السعي بصورة غير مشروعة للحصول على مساعدة من أوكرانيا لحملة إعادة انتخابه وإساءة استخدام السلطة لمنع أوكرانيا من الحصول على مساعدات أمريكية بهدف الضغط عليها لفتح تحقيق مع نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي يتصدر حاليا سباق الترشيح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية.
أما الاتهام الثاني فهو محاولة عرقلة العدالة بعدم تقديم شهود ووثائق تخص التحقيق في تحد لمذكرات استدعاء صادرة من الكونغرس.
وفي 18 دجنبر الماضي دخل ترامب التاريخ كثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يحال إلى محاكمة برلمانية بقصد عزله، وذلك بعد تصويت مجلس النواب على توجيه هذين الاتهامين إليه.
