اعتبر الباحث في السياسات الرياضية، الدكتور منصف اليازغي، أن قرار الحكومة بإعادة فتح الملاعب أمام الجماهير الرياضية يعكس نجاح المغرب في تدبير الأزمة الصحية المرتبطة فيروس كورونا المستجد (كوفيد19).
وقال اليازغي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن “هذا القرار يعكس أيضا العودة التدريجية للحياة الطبيعية في المغرب على خلفية هذه الأزمة التي أزعجت العالم بأكمله”.
ويرى اليازغي أن قرار إعادة فتح الملاعب كان متوقعا، في ظل التصريح الأخير لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، الذي أشار إلى عودة الجماهير إلى الملاعب، دون تحديد موعد لذلك أو الطريقة التي سيتم بها تنفيذ هذا القرار.
وأضاف أن القرار يستند إلى التحسن المسجل في المؤشرات المتعلقة بتطور الحالة الوبائية في المغرب، مشيرا إلى أن مواصلة إغلاق الملاعب لنحو عامين يعكس إصرار الجهات الحكومية على تفادي أي تراجع محتمل، كما كان الحال في بلدان أخرى، ولا سيما إيطاليا وإسبانيا.
وتابع أن “المغرب تعامل بلا هوادة مع هذه الاشكالية وأظهر نفس المستوى من الصرامة فيما يتعلق بإغلاق أجوائه”، معتبرا أنه على الصعيد الرياضي، فإن إعادة فتح الملاعب من المرجح أن تضخ نفسا جديدا لمالية الأندية الوطنية، التي عانت بشدة من تأثيرات كوفيد 19، سيما وان الأندية الوطنية تعتمد بشكل كبير على مبيعات التذاكر، بما في ذلك الرجاء والوداد البيضاوي، اللذان قد تصل عائداتهما في بعض الأحيان إلى 3 ملايين درهم في مباراة واحدة.
وقال “صحيح أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد تدخلت من خلال اتخاذ إجراءات مختلفة ومساعدة الأندية ماليا خلال هذين العامين، لكن الجمهور يظل بلا شك عنصرا أساسيا في المشهد الكروي ومصدرا تمويليا رئيسيا للأندية المغربية”.
يذكر أنه تم إغلاق ملاعب كرة القدم والمجمعات المخصصة للرياضات الأخرى أمام الجماهير منذ 13 مارس 2020، بعد أيام قليلة من بدء تفشي الوباء في المملكة. وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش قد استقبل، أول أمس الخميس، فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث تم التطرق لموضوع إعادة فتح الملاعب في وجه الجماهير.
واستنادا للمقتضيات القانونية المتعلقة بتدبير حالة الطوارئ الصحية، وتبعا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية، وأخذا بعين الاعتبار التطورات الإيجابية للوضعية الوبائية ببلادنا، فقد قررت الحكومة فتح الملاعب الرياضية.
