• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2013 على الساعة 11:56

بؤس البرلمان

بؤس البرلمان يونس دافقير [email protected]

يونس دافقير
[email protected]
لا أمل لي في أن ينصلح حال البرلمان. إنها حقيقة صادمة ومؤلمة، لكنها الواقع الذي يجب أن نتجرعه مهما كان مرا، ففي كل لحظات المساءلة التشريعية للجهاز التنفيذي، نجدنا إزاء انحطاط في الأداء يمتد من التشريع إلى المساءلة، وحتى الأخلاق والسلوك.
لذلك، فإن ما حدث في الجلسة المخصصة لقضية الصحراء من بهرجة وعبث و«تبرهيش» أيضا وكل ما توفر من أوصاف قلة النضج والمسؤولية.. لم يكن غير حلقة في سلسلة من مشاهد فرجة برلمانية تتحول من الملهاة لأن تصبح مأساة تكتوي بها السياسة وتفقد فيها التمتيلية الديمقراطية وهج الاستقطاب والإقناع بجدوى الانتخابات وما ينبثق عنها من وجوه تسيء لاختيارات المغاربة وقضاياهم المصيرية.
كانت اللحظة لحظة وطنية، لكنها سياسية أيضا يسائل فيها البرلمان الحكومة عن أدائها لوقف انحراف المسار السياسي للمفاوضات حول الصحراء، لكننا نصدم ليس فقط بركاكة الأسئلة والمضمون الشعاراتي الخشبي للمداخلات، بل بتحويل مجلس النواب إلى سوق للمزايدة الحزبية والخوار «السياسي».
ويمكن القول اليوم، ودونما تردد، أننا وصلنا قمة العبث. وما علينا سوى الاعتياد على تفاهات هذا الكيان الذي انتخبناه ذات لحظة تحول سياسي وذات لحظة استثناء مغربي وتميز دستوري. وإنها لمفارقة مؤلمة تلك التي نعيشها في قلب هذه التحولات: في الماضي كنا نتوفر على برلمانيين من الطراز الرفيع في برلمان بلا صلاحيات فعلية، واليوم ها نحن إزاء برلمان يمتلك كل سلط التشريع والرقابة، لكنه يقع أسير نخبة برلمانية بئيسة في أدائها التشريعي والرقابي.
هل هي أزمة أطر برلمانية؟ هل هي أزمة ثقافة سياسية شعبوية تزحف كمد طافح بالقذارة؟ هل هي أعطاب اختيارات الناخبين وترشيحات الأحزاب؟ هل هي فضيحة أحزاب فقدت بوصلتها حتى صارت تنتج التهريج المقرف؟… لست أدري ما الذي يقع بالضبط، لكني مقتنع بأن حلا ما يجب الإقدام عليه في لحظة ما من طرف جهة ما لوقف هذا العبث المسمى بؤس البرلمان.