• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 18 مارس 2022 على الساعة 20:00

الموقف الإسباني الجديد.. نقطة تحول استراتيجية ومؤشر على دخول العلاقات بين الرباط ومدريد مرحلة إيجابية هادفة

الموقف الإسباني الجديد.. نقطة تحول استراتيجية ومؤشر على دخول العلاقات بين الرباط ومدريد مرحلة إيجابية هادفة

تفاعلا مع الموقف الجديد لإسبانيا، والداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، اعتبر محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية إلى جلالة الملك محمد السادس “تمثل مؤشرا دالا على دخول العلاقات بين البلدين في مرحلة إيجابية هادفة، يمكنها أن تشكل نقطة تحول استراتيجية في إطار دينامية مكثفة بالعوامل المشجعة”.

وقال المحلل السياسي، في تصريح لموقع “كيفاش”، إن تعبير اسبانيا بوضوح عن قناعاتها بخصوص قيمة مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة المغربية سنة 2007، كحل منطقي ومرجعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، مركزية الوحدة الترابية للبلدين، “يمثل التزاما جديدا لإسبانيا مع المغرب كشريك استراتيجي أساسي في شمال إفريقيا”.

وأوضح الأكاديمي أن تمة إعادة ضبط للعلاقات بين البلدين على أسس دقيقة كما حددها جلالة الملك محمد السادس في خطاب 20 غشت 2021، والتي تتجلى في الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات.

وأبرز المتحدث أن المفاوضات بين البلدين لا شك رسخت لدى إسبانيا خلاصة واضحة بشأن الإيمان العميق للمملكة المغربية بأن حقوقها السيادية مسألة محسومة، إضافة إلى أن وحدتها الترابية لا ينبغي أن يعتبرها أي بلد كعقبة للتعاون معه.

واعتبر المحلل السياسي أن الموقف الإسباني الجديد يعكس “إدراكا إسبانيا صريح لمكانة المملكة المغربية في الفضاء الإقليمي، وما تمثله قضية الصحراء المغربية بالنسبة للمغاربة، ومدى الترابط الوثيق بين مصالح البلدين جيو – استراتيجيا واقتصاديا وأمنيا”.

وسجل رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية بأنه “لم يكن بإمكان إسبانيا أن تتحاهل فرص المستقبل المشترك بين البلدين، بحكم طبيعة العلاقات الثنائية المغربية -الإسبانية كواحدة من أهم العلاقات بين بلد أوروبي، وبلد إفريقي لما تتمتع به من زخم، وتاريخ حافل، وسعة نطاق، ومستقبل واعد وثقل لدى البلدين في الفضاء الأورو متوسطي”.

وقال بودن في تصريحه لـ”كيفاش”: “أعتقد أن المستجد الإيجابي في العلاقات بين البلدين سيرفع التوقعات بخصوص جدول الأعمال المشترك بعد استئناف تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين”، مضيفا: “أتصور أن العلاقات بين المملكة المغربية ومملكة إسبانيا يمكن أن تمثل نموذجا لعلاقات المدى الطويل بين بلدين وازنين، وهذا أساس متين لجعلها محصنة أكثر لأن القضايا ذات الأهمية بين البلدين عديدة”.

وخلص المحلل السياسي إلى أن الموقف الإسباني بخصوص مبادرة الحكم الذاتي “يأتي في ظل الدينامية الدولية التي تؤكد مصداقية ووجاهة المبادرة المغربية، وفي ظل الاتجاه الدولي المتزايد لدعم سيادة المغرب على صحرائه بالطرق الدبلوماسية والعملية والاقتصادية”.

وفي رسالة بعث بها إلى جلالة الملك محمد السادس، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أنه “يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”، وبأن “إسبانيا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

كما أشار إلى “الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”.

وأبرز رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى جلالة الملك، أن “البلدين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة”.

وأعرب سانشيز عن ” يقينه بأن الشعبين يجمعهما نفس المصير أيضا”، وأن “ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح”.

وقال رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته الى جلالة الملك على إن “هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه”.

وفي هذا السياق، فإن “إسبانيا ستعمل بكل الشفافية المطلقة الواجبة مع صديق كبير وحليف”.
وأضاف بيدرو سانشيز: “أود أن أؤكد لكم أن إسبانيا ستحترم على الدوام التزاماتها وكلمتها”.

من جهة أخرى، جدد رئيس حكومة الاسبانية، في رسالته جلالة الملك محمد السادس، التأكيد على “عزمه العمل جميعا من أجل التصدي للتحديات المشتركة، ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والعمل على الدوام في إطار روح من التعاون الكامل”.

وخلص رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في رسالته الى جلالة الملك، إلى “أنه سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين”.