اختار أوليفر فارهيلي، المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع، المغرب كوجهة أخيرة لزياراته الرسمية في إطار ولايته الحالية، في خطوة تعكس أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبروكسل.
وتأتي هذه الزيارة، حسب مصدر موقع “كيفاش”، والتي تعد الرابعة لفارهيلي إلى المملكة منذ بداية ولايته، لتأكيد الطبيعة المتعددة الأبعاد لهذه العلاقة، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وأضاف المصدر ذاته، أنه خلال المشاورات مع وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، شدد المسؤول المغربي على أن “المملكة تنتظر من الاتحاد الأوروبي إثبات التزامه بالشراكة عبر أفعال ملموسة وليس فقط من خلال التصريحات”.
وأكد بوريطة، حسب ذات المصدر، أن المغرب يدعو إلى إجراءات عملية تعكس دعم الاتحاد الأوروبي ضد الابتزاز والتحرش القانوني الذي يستهدف العلاقات بين الجانبين، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في ملعب الأوروبيين لتقديم حلول تُترجم الالتزام الحقيقي بالشراكة.
كما أشار بوريطة إلى أن مواقف المملكة تستند إلى الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، والذي أكد أن الشراكات الدولية للمغرب لن تكون على حساب وحدته الترابية وسيادته الوطنية.
وتابع المصدر ذاته، أن “الزيارة لم تقتصر على الجانب السياسي فقط، بل شهدت أيضًا توقيع برنامج لإعادة الإعمار والنهوض بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز، بتمويل يصل إلى 225 مليون يورو”. مشيرا إلى أن “هذه الخطوة تأتي لتعزيز التعاون التنموي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، في سياق الالتزام المشترك بتطوير المناطق الأكثر تضررًا ودعم سكانها”.
وتؤكد هذه الزيارة على أن الشراكة المغربية الأوروبية ليست مجرد التزام سياسي، بل علاقة استراتيجية تتطلب تعميق التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، مع الحفاظ على احترام المصالح الأساسية للطرفين.