• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 23 يوليو 2018 على الساعة 19:05

الشباب والتعليم وأموال ميديتيل.. وعود الحسن الثاني في خطاب الوداع

الشباب والتعليم وأموال ميديتيل.. وعود الحسن الثاني في خطاب الوداع

عرف عن الملك الراحل الحسن الثاني قدرته الهائلة على الارتجال، وكانت معظم خطاباته من محض إبداعه، كما كان خطيبا موهوبا يعد خطبه وحواراته بنفسه.

ووجّه الملك الحسن الثاني آخر خطاباته إلى الشعب المغربي في الـ9 من يوليوز 1999، بمناسبة “عيد الشباب”، أي قبل أيام قليلة من وفاته بعد عصر يوم الجمعة 23 يوليوز.

تشغيل الشباب

الملك الراحل اختار الحديث، في خطابه الأخير، عن مسؤولية الدولة في تشغيل الشباب، قائلا: “منذ سنة 1998 إلى يومنا هذا تمكنا من أن نشغل 11 ألفا من متخرجي التكوين المهني، و8800 من الذين لهم شهادة في مستوى الإجازة، و2000 فقط من الدكاترة أو المهندسين ذوي المستوى العالي، وهكذا نصل إلى 21800 في سنة واحدة لم نكن مهيّئين تمام لاستيعابها، ولكن الله سبحانه وتعالى أيدنا بقوته فأعطانا المخيلة اللازمة والإقدام اللازم لإدراك هذا الهدف”.

وقال الحسن الثاني إنه “في إطار تشغيل الشباب هناك آمال كبيرة مفتوحة أمامنا، ولكن المغاربة سواسية عندي وسواسية أمام القانون فيما يخص حقوقهم، فلا يمكن لي شخصيا وللدولة المغربية أن تنكب فقط على ملف الشباب الحامل للشهادات، فالتشغيل هو واجب على الدولة بالنسبة لكل واحد. وهو حق من الحقوق الدستورية لكل واحد من المغاربة ذكرا كان أم أنثى..”.

انتقاد منظومة التعليم

خطاب ما قبل رحيل الحسن الثاني تضمن انتقادا حادا لمنظومة التعليم، التي اعتبر أنها لم تأخذ بعين الاعتبار العمل والتشغيل، بل ذهب إلى اتهام أطر التوجيه بـ”عدم القيام بواجبهم”، وقال عنهم: “أطلقوا العنان للعديد من الشباب ليجربوا أنفسهم في هذه المادة أو تلك دون أن يكونوا عارفين لملف الطالب أو الطالبة ومدركين تماما لقابليته بالنسبة لهذا التخصص أو ذاك، وما هي قدرته بالنسبة لهذه المادة أو تلك”.. واعدا المغاربة بالتطرق للموضوع، إشكالا وحلاّ، ضمن خطاب الـ20 من غشت الموالي، وهو التاريخ الذي سبقه الأجل.

خوصصة الاتصالات

كما تحدث الحسن الثاني في خطابه الأخير عن خوصصة الاتصالات عن طريق الرخصة الثانية لاستغلال الهاتف المحمول (ميديتيل)، معلنا عن مبلغ مستخلص من قيمة الصفقة، حدد قيمته في 700 مليار سنتيم، توجّه للاستثمار.

وقال الحسن الثاني: “القرار الذي يجب أن يتخذ (…) هو ألا تمس السبعة ملايير درهم أبدا، وألاّ تذهب إلى خزينة الدولة، وألا تصرف في ميزانية التسيير أو لسد الثغرات، بل يجب أن تكون في حساب خاص، وهذا الحساب الخاص هو الذي سيجعلنا بهذا المبلغ الكبير نجعل من المغرب ورشا كبيرا يهتز من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه. يهتز بالعمل والبناء والتجهيز، لا بالأعمال التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا بالأعمال الاجتماعية الفارغة فقط، بل بالأعمال التي تخلف ما يشغل (…) هذه كرامة من الله ورزق ساقه الله إلينا..”.

فك العزلة

ووعد الحسن الثاني، في كلماته الأخيرة إلى الشعب المغربي، بتوجيه المبلغ المذكور نحو فك عزلة العالم القروي، ببناء الطرق الثلاثية وتوفير الماء الشروب، وإعطاء الأولوية، كما كان ذلك من ذي قبل، للري والسدود، والنظر في خلق شبكة قوية للصيد البحري، تمكن أولئك الذين يصطادون في الشواطئ أو غير بعيد عن الشواطئ أن يكونوا سلسلة من المدن الساحلية، ثمّ بناء الطرق السيارة.

وقال الملك الراحل: “… إن ما أقوله لك كان حلما وكان أمنية وأصبح اليوم حقيقة، وعلينا أن نحمد الله عليها، وفي القريب إن شاء الله، أي في سنة 2000، ولا يفصلنا عن سنة 2000 إلا ستة أشهر، وربما قبل ذلك، سوف ترى بنفسك، شعبي العزيز، بلدك يهتز طربا وعملا وبناء وتشيدا وافتخارا وآمالا، وسوف ترى كذلك العاطلين مشتغلين، وسوف ترى في كل ناحية من نواحي المغرب، القاصية منه والدانية، الأعمال والأوراش والمال مثل الماء يجري من هنا إلى هناك”.

سنرى الدنيا بألوان أخرى

وأضاف الملك الراحل في خطابه الذي مرت عليه 19 سنة: “مع ما حققناه بالنسبة للشباب، ومع ما أعدكم بإنجازه في ثلاث سنوات بالنسبة للفائض الذي تراكم علينا فيما يخص تشغيل الشباب، وما أعطانا الله سبحانه وتعالى من خيرات في هذه المقاولة وما در علينا من ملايير الدراهم، وسوف نرى إن شاء الله؛ شعبي العزيز، في أقرب وقت ممكن، الدنيا بألوان أخرى، وسوف تتسع الآفاق أمامنا إتساعا يليق بماضينا ويطابق مطامحنا، وسوف نطمئن على فلذات أكبادنا وعلى الأجيال الصاعدة”.