• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 27 يوليو 2017 على الساعة 14:11

الزفزافي، المهداوي… الوطن!

الزفزافي، المهداوي… الوطن! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

 

قبل أسابيع، كتبت في هذا الحيز “أنقذوا الزفزافي”. الرأي لم يعجب الكثيرين حينها. الأغلبية، ربما، رأت في الأمر تحاملا على هذا الشاب. البعض توهم أن الكلام وُجه ضد غاضب لم يُذنب حين صرخ ضد “الحكرة” وطالب بحقوق طبيعية لا يستحق الحصولُ عليها كل هذه المعارك. البعض الآخر “زاد من راسو” وذهب إلى ما هو أبعد من معارضة الفكرة والرأي، ليرى في ما كتبت شيئا من التحريض ضد من يوصف بأنه “قائد حراك الريف”.

لم يكن الأمر لا هذا ولا ذاك. كان مجرد تنبيه إلى أن خطاب ناصر الزفزافي اتخذ منحى متطرفا ضد مؤسسات الدولة ورموزها. كان هذا واضحا. ولم يكن مقبولا. ولم أكتب في المقال إياه غير ما كان يقوله الكثيرون في “الأوف”، لكنهم لم يجرؤوا على قوله في العلن، ربما تفاديا لتهمة الخيانة والتمخزن.

الآن وقد حدث ما حدث. اعتقل الزفزافي وآخرون. أضربوا عن الطعام. أوقفوا الإضراب. اتخذت احتجاجات الحسيمة منحى آخر. طالت الأزمة أكثر من المقبول. وكلما طالت تشعبت معها المخارج نحو الحل. والثمن يؤديه الوطن كله. لا رابح في الحكاية كلها. والخسارات مشتركة.

هي الآن أشبه بدوامة. مؤشر على الانفراج يتلوه مؤشر على مزيد من التأزيم. اعتقال الزفزافي ومن معه لم يوقف “الحراك”. ومن راهن على ذلك، إن كان، عاين العكس. الاعتقالات لم تنحصر في “محركي” الاحتجاجات، بل شملت زميلا صحافيا، هو حميد المهداوي.

المهداوي في السجن؟ لا يبدو الأمر حكيما أبدا. المهداوي “شر” لا بد منه بيننا. قد يكون كل شيء إلا أن يكون صاحب نية سيئة. سجنه لن ينهيه. لن يوقفه. الفايس بوك واليوتوب ممل للغاية بدونه.

سجن المهداوي ولادة جديدة للمهداوي. تذكروا هذا الأمر جيدا.

أعيدوا لنا المهداوي إذن، ودعونا نواصل مناقراتنا… الافتراضية طبعا.

نتمنى أن تتوقف الخسائر عند هذا الحد.

ماذا عسانا نفعل؟

طي هذه الصفحة ليس أمرا سهلا أبدا. هو طريق طويل بالتأكيد. شاق. بمنعرجات كثيرة وحادة. طريق تتداخل فيه السياسة بقبحها، والاقتصاد بحساسيته، والتاريخ بهشاشته، والجغرافيا بقساوتها.

الطريق طويل، إنما لا بد من خطوة أولى لتنفيس الاحتقان.

أن يقف المعتقلون، وهم في السجن، ضد محاولات الركوب على المطالب الاقتصادية والاجتماعية، وأن يلحوا على عدم الانسياق وراء دعوات مسمومة للاحتجاج يوم عيد العرش، بما له من رمزية، وأن يعبروا، في أكثر من مناسبة، أن الوطن مظلة الجميع، وأن يقولوا، بتعابير مختلفة، “هاد الشي بيناتنا حنا المغاربة”… أن يقولوا ذلك كله، فهذا دليل إثبات على أنهم يضعون الوطن فوق كل اعتبار.

ألا يكفي أنهم فوتوا الفرصة على ما يودون أكل الثوم بأفواه أهل الريف؟

هذا أمر يستحقون التحية عليه. يستحقون الشكر منا… ومن الوطن.

يستحقون إطلاق سراحهم، وليبحث أهل الاختصاص عن الصيغة والوقت.

إنهم نموذج نخبة جديدة تتشكل في المغرب. نخبة لا تؤمن كثيرا بخدع السياسة وتكتيكاتها.

رغم المؤاخذات، هم نخبة تشبه المغاربة. منهم وإليهم فعلا.

إنهم دليل على أن المغرب تغير… تغير بالفعل.

هذه رسالة إلى الجميع، وعلى الجميع التقاطها.

ربما ستصل الرسالة. وربما وصلت.

وفي الحالتين، شكرا “ساعي البريد”.

إيوا يالّاه طلقوهم، فهناك أشياء كثيرة، أهمّ، في انتظار الوطن.

#مجرد_تدوينة