جواد الطاهري (تـ: وراق وأيس بريس)
بدأت القصة بتسريبات تضاربت الأنباء عن وقتها، فمباشرة بعد ولوج المترشحين حجرات الامتحان، صباح اليوم الأربعاء (10 يونيو)، تفاجأ العديد منهم بتطابق أسئلة ورقة امتحان مادة الرياضيات مع أسئلة الورقة المسربة ساعات قبل موعد هذا الامتحان.
بدأت أولى الاحتجاجات من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء (ليساسفة وبوركون ووسط المدينة والبرنوصي..)، ثم انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وانتقلت أصداؤه إلى مدن أخرى (بني ملال وأزيلال وفاس).
مئات التلاميذ وذويهم احتجوا بترديد شعارات من قبيل (هذا عار هذا عار الباكالوريا في خطر، وبغينا شي مسؤول هاد الشي ماشي معقول…)، وغيرها من الشعارات الغاضبة والرافضة في الوقت ذاته لهذه (الفضيحة) التي ضربت في العمق مبدأ تكافئ الفرص الذي حرصت الوزارة على التسويق له، أياما قبل بدء هذه الاستحقاقات الوطنية.
وفي خطوة لاحتواء الوضع، خرجت وزارة رشيد بلمختار ببلاغ “رقم 1” يعد بفتح تحقيق في موضوع التسريبات، ويهيب بالمترشحين إتمام الامتحانات، تم يتوعد بالضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه نسف وتسفيه مجهوداتها.
مباشرة بعد هذا البلاغ، تناسلت الأخبار، من جديد، عن تسريب مادة أخرى وهي مادة الفلسفة، البعض طالب بمقاطعة امتحاناتها زوال هذا اليوم، فيما ذهب البعض الآخر أبعد من ذلك للمطالبة بإلغاء امتحانات هذه السنة.
وحتى لا يسوء الأمر أكثر من ذلك، سارعت الوزارة الوصية إلى الإعلان في البلاغ “رقم 2” أن امتحانات الفلسفة لم تسرب، وأن الأمر يتعلق بامتحانات لدورة سابقة، وعادت إلى أسلوب الوعيد.
وعادت الوزارة في البلاغ “رقم 3” لتعلن أنها أجرت تحرياتها حول ما تم الترويج له اليوم الأربعاء (10 يونيو)، على صفحات التواصل الاجتماعي، بخصوص تسريب موضوع مادة علوم الحياة والأرض، المبرمج ليوم غد الخميس (11 يونيو)، وتبين، حسب بلاغ للوزارة، أن “ما تم تداوله هو موضوع سبق وأن طرح في دورة سابقة من دورات الامتحان الموحد للبكالوريا ولا علاقة له البتة بموضوع هذه الدورة”.
وختمت وزارة التربية الوطنية مسلسل تسريبات البكالوريا بالبلاغ “رقم 4″، التي أعلنت فيه أنه تقرر إعادة إجراء اختبار مادة الرياضيات الخاص بشعبة العلوم التجريبية بمسالكها والعلوم والتكنولوجيات بمسالكها بالنسبة إلى جميع المترشحات والمترشحين في هذه الشعب، بعد غد الجمعة (12 يونيو)، وذلك بعد أن تأكد لها نشر موضوع الاختبار على بعض المواقع الاجتماعية قبل انطلاق إجرائه في مراكز الامتحان.
