• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 17 ديسمبر 2013 على الساعة 11:09

الرسالة البحرينية

الرسالة البحرينية لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]

بهيأة وطنية لمراقبة حقوق الإنسان اسمها المؤسسة الوطنية، وبروح فعلية راغبة في مواجهة كل تحديات المرحلة،
 وباستماع لأغلب مكونات الطيف السياسي احتفلت مملكة البحرين الإثنين بعيدها الوطني الثاني والأربعين وسط أجوار تختلف كلية عن أجواء سنة 2011 السنة التي زارت خلالها الأحداث المغربية المملكة، ووجدتها على إيقاع صفيح ساخن.
اليوم أصبحت مسيرات الأمس ومظاهرات الدوار، وحكاية المشانق المنصوبة، والشعارات التي تعتلي الجدران حكاية من الماضي تروى بين البحرينيين على سبيل الحكي والذكرى. أما الحاضر فأخلى فيه الماضي المكان كله من أجل التفكير في المستقبل وفيما يمكن فعله في الأيام المقبلة من أجل البلد ومن أجل تلافي الأيام العصيبة التي شكلتها سنة 2011 بالنسبة لأغلبية البحارنة أو البحرينيين.
في تلك السنة التي تبدو لهم بعيدة اليوم، كانوا يرفضون تصديق ما يقع في بلدهم، وكانوا مصرين _ مثلما هو حالهم اليوم لكن بهدوء أكبر _ على أن ما يحدث لا مكان له فيي البحرين. حاربوا بضراوة من أجل أن يقنعوا هيئات حقوق الإنسان العالمية ووسائل الإعلام الدولية أن عليها أن تنصت للجميع، أن تنسى حكاية الانتصار للمعارضة لأنها معارضة وأن تبحث في دواخل هاته المعارضة عما يشكلها.
حملت إلينا وزيرة الإعلام البحرينية الرائعة سميرة جبر _ في حوار ننشره معها مستقبلا_ السؤال مجردا مثلما حملته إلى وكالة رويترز من قبل وإلى وكالات غربية أخرى كثيرة “هل تعرفون أن الأمر يتعلق بثورة عمائم، وبأناس يريدون فرض الحجاب على النساء، وأنا امرأة وشيعية لكنني أرفض حمل الحجاب، وأرفض أن يحكمني رجال الدين .لأنهم ضد الديمقراطية؟”
لم يأت الجواب مثلما لم يأت للآخرين، ولكل المسؤولين البحرينين الذين أعيوا أنفسهم بحثا عن رجع صدى يحادثونه ويقولون له الحقائق الأربعة الفعلية لما يقع في البلد كان الرفض سيد الموقف، ما جعل أهل البلد يقتنعون بأن عليهم أن ينسوا تماما حكاية الغرب هاته وأن يركزوا على إصلاح البلد. أنشؤوا هيأة لحقوق الإنسان، أسس الملك هناك لجنة عهد إليها بمهمة مراقبة الانتهاكات التي قد تكون وقعت، ومنح رئاستها لخبير دولي متفق عليه بين كل الفرقاء السياسيين، ثم شرع البحرين في تطهير نفسه.
كان له حظ يشبه الحظ المغربي مع ما وقع من ثورات وفوضى واقتتال: حظ التفرج على الآخرين وهم يلقون بأنفسهم في التهلكة. البحرينيون فطنوا بعد مدة إلى أن اليد الخارجية تلعب لعبة الطائفية المقيتة، فقرروا التوقف عن تصديق الأكذوبة، واستفاقوا من وهم تقليد الآخرين في فوضاهم على واقع فعلي وجديد قوامه: يجب أن نبني انتقالنا الديمقراطي بإرادتنا ولنشرع فيه من حيث بدأ من سبقونا.
لذلك لا يجد أمين عام المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان (في حوار ثان ننشره هو الآخر لاحقا) أي غضاضة في أن يقول بصوت مرتفع “أتينا إلى المغرب والتقينا اليزمي والصبار واقتنعنا أنكم على الطريق السليم، وقررنا أن نسلك نفس النهج”، لذلك أيضا قالها لنا كل المسؤولين رفيعي المستوى الذين التقيناهم، والذين حملونا كل رسائل الود الصادقة تجاه المغرب، تجاه شعبه، تجاه حكومته، وأساسا تجاه ملكه.
في المنامة والمحرق ورفاع والربيع ومدينة حمد ومدينة عيسى وكل شبر وطأناه في تلك الأرض كانت الكلمة تتكرر بكل فخر كنا نجد صعوبة  في إخفائه “ملك المغرب، محمد السادس، هو الملك المناسب للحظة وهو أذكى من تعامل مع الربيع العربي، قولوها لكل المغاربة، وقولوا لهم أن يفخروا بملكهم، وأخبروهم أنا على نفس الطريق سائرون، وأننا مصرون على عدم منح الفرصة للأعداء لكي يشمتوا بنا مثلما فعلوا في مصر وفي تونس وفي ليبيا وفي سوريا .وفي بقية البلدان أخبروا الربع بهذا الكلام، وانتظرونا في مفترق الطرق فقد نجونا مما حيك لنا”
وعندما تغوص مليا في البلد، عندما تمنحه كل آذانك، وتنصت لما يقوله أبناؤه المحبون له تفهم أنه لايحق للبحرينييين إلا هذا الأمر: أن حافظة بكل قواهم على الماسة الثمينة التي منحتهم إياها الطبيعة، وأن يقدروا اللؤلؤة البحرينية الكبرى التي لا يصطادونها مثل بقية اللآلئ في أعماق خليجهم، لكنهم يستلونها من عمق دواخلهم لكي يشهروها نموذجا قابلا للاتباع في المنطقة ككل.
عدنا من البحرين أو نكاد نعود منها محملين هاته المرة بالوعد الصادق أن ثورة الدين لن تقع، وأن حلم الانفتاح مستمر، وأن الرهان على المرأة وعلى الشباب وعلى القراءة العاقلة للواقع هي التي ستنتصر، وأن البقية مجرد أشياء من الأكيد أنها ستعبر وبسهولة جد واضحة. تلك هي الحكاية بكل اختصار.