حثّ الدكتور بناصر البعزاتي، الأستاذ الجامعي والباحث، الطلبة الجامعيين، على الدراسة والاطلاع والاجتهاد، مُشددًا على ضرورة تركِ الجاهز والسهل، حيث قال: “علينا أن نترك المواقف التي نجد فيها كل شيء طازجاً وسهلا، فهذا كَسل… التاريخ لا يرحم الكُسلاء”.
المردود التربوي
وتابع الدكتور البعزاتي توجيه نصائحه للطلبة الباحثين، خلال الندوة الافتتاحية التي نظمتها رئاسة شُعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في الدار البيضاء، يوم أمس الأربعاء (16 أكتوبر)،: “على الطالب أن يتمرسّ على القراءة، وأن يكون مُطالعاً نهِما للكتب، ويتجنّب العادات المنتشرة في الآونة الأخير، خصوصا عادات الاتّكال على الإنترنت، مشيرا إلى أن “المجهود الذي سيبذله الطالب سيكون لا محالة لصالحه”.
وأشار الدكتور والأستاذ الباحث، خلال الندوة التي أدارهاَ رئيس شعبة الفلسفة سعيد بنتاجر، إلى أنه “من خلال المجهود، على الطالب أن يُقدِّر عملَه الخاص، قبل أن يقدّره الأساتذة”.
الإبستمولوجيا: برهان المعرفة
في السياق نفسه، تناولت المحاضرة الافتتاحية للدكتور الباحث بناصر البعزاتي، الجوانب الإبستمولوجية، والتاريخية والمنطقية لمسألة البرهان، فبعد أن شكرَ شُعبة الفلسفة في شخص رئِيسها، وعِمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قال:”إن المعرفة بناءٌ مُسترسل يساهم فيه فاعلون من مجالات مَعرفية متعددة ومن تيارات فكرية متنوعة”.
وركّز الدكتور الباحث، على أن البرهان، ليس مجرد قواعد صارمة، تتعالى فوق المقامات، إلا في ما نخطّه في تأليفاتنا، أما عمليا، فالبرهان يتبلورُ من خلال التبادل، تبادل الأراء، وتعديلها، وبيان نُقط قوتها، وضعفها، لتنال قبول المُهتمين، وفي الغالب نخبة مُهتمة بميدان معين”.
وفي رده عن طُرق تحسين منهجيات الكتابة عند الطلبة، وإشكالية الانحياز الذي قد يسقطُ فيه بعضهم؟ استرسل المتحدث:”إن على الطالب الاتّصاف بالتريث، واكتساب المرونة التي تحتاج إلى تمرين، أن يُنصت على الأقل إلى زملائه، وأن ينصت إلى الأستاذة، باعتباره ـ يمتلك الخبرة، حيث مرّ من التّلمذَة، ومرَّ من الحياة الطُلابية، ويمتلك التمييز تدريجيا من خلاله تراكم الخبرة… على الطالب أن يقتنع بأن المعرفة تُكتنز بالخبرة والتمرين، والعمل الجاد”.
لا مُسلَّم في الرياضيات
وتابع المتحدث، “حصلَ أن أشار أحد المتدخلين أو اثنين، إلى المردود التربوي، الذي يحيل إلى السؤال، هل هناك نتائج تربوية يمكن تكون مفيدة؟”.
وقال حول ذلك، لا شك أن التربية لابد أن تستفيد من المردود التربوي، في الأبحاث الإيبسيمولوجية والتاريخية إلى آخره…، فأتيتُ بمثالٍ من تدريس الرياضيات، فبَدلا من أن تُحشر في أدهان المتعلّم مثل “المتطابقات الهامة”، على سبيل المثال، يُستحسن أن تُقدم أولياتٌ للتلاميذ، ولابد أن تَبرُز مساهمات تُحاول أن تتبنّى كيف أُنشِئت، وكيف نُسجت وكيف بُنيت “المتطابقات الهامة”، لا أن تؤخذَ باعتبارها معادلات، كأنها نزلت من السماء”.
وقال الأستاذ الباحث، إن كل شيء يتبلّور في العلمِ من خلال الحوار، والبناء والجدل والنقد، مما يتيح مجالا للدارس لكي يَبني المعرفة، مع ضرورة حضور الأستاذ لمساعدته على استيعاب مثل هذه المسائل المجردة، من خلال طرق متدرجة في هذا البناء.