وسامح الله الصحافيين الذين يساهمون في تكريس هذه البدعة المغربية، فيكتبون (أو نكتب بالأحرى)، إن جهات عليا أمرت، وجهات عليا قالت، وجهات عليا طلبت، وجهات عليا رفضت، وجهات عليا تنوي… وزد إلى جانب الجهات العليا ما شئت من المترادفات أو المتناقضات، المهم أن يخرج العنوان بطعم التخويف وبلون “الجهات العليا”.
ولأن من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم، أو مثلهم، فإيريك غيريتس، طليق الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، نفسه تعلم أن يبرر بعض قراراته بـ”الجهات العليا”، فخرج يقول إن عودة تاعرابت إلى المنتخب الوطني لكرة القدم كانت بأوامر من “الفوق”. ما بقا ليه غير يقول لينا راه شي جهة عليا هي اللي قالت ليه لعب بهاد الخطة وما تلعبش بهادي، ودخل هاد الحارس وما تدخلش هادا. وشوف على قلة الحيا فين وصلات.
قد يأتي يوم نسمع فيه مقدم الحومة يرفض تسليم شهادة سكنى إلى مواطن بدعوى أنها أوامر من الجهات العليا، أو أن خضار الدرب يزيد في ثمن الطماطم بدعوى أن الجهات العليا رخصت له بذلك.
خليو عليكم الجهات العليا وديرو خدمتكم الله يعطيكم الذل.
تشاو تشاو.