• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 22 يوليو 2013 على الساعة 11:57

التجمع.. أنت أو لا أحد

التجمع.. أنت أو لا أحد يونس دافقير [email protected]
يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير
[email protected]

انطلقت إذن رحلة البحث عن قطعة غيار لتعويض حزب الاستقلال في الأغلبية الحكومية. قبل سبعة أشهر من اليوم، لا أحد كان يتوقع ذلك، ولا أحد أدخل في حساباته أن يصبح التجمع الوطني للأحرار، هذه الأيام، محور الحياة السياسية وخطابات الحلفاء، فقط لأنه الخيار الذي لا مفر منه لإنقاذ ابن كيران من وضعية حكومة أقلية، ولأنه السبيل الأوحد لتجنيب المترددين كلفة انتخابات سابقة لأوانها، يزايد بها الكل هذه الأيام دون أن يقوى أحد على الذهاب إليها.

ولا يجب أن نستغرب لشيء في بلد لا شيء يحدث فيه كما تتوقعه، فالتجمع الوطني للأحرار الذي أسس ذات لحظة تلاعب بالمشهد السياسي الوطني قبل أن يتم تبييض تاريخه السياسي من طرف السيد عبد الرحمان اليوسفي بقبوله شريكا رئيسا في حكومة التناوب الأولى، هو نفس التجمع الوطني الذي قال عنه حزب العدالة والتنمية إنه ذيل لحزب الأصالة والمعاصرة في أوج قوته، وحين هبت رياح «الربيع العربي» أصبح وكيل أعماله في تنفيذ مشروع التحكم السياسي، قبل أن تلقي رياح المفاجآت بالتجمع في المعارضة وبخصمه الإسلامي اللذوذ في مقاعد الحكومة.

لكن السياسيين ما ينفكون يؤكدون، بصدق وإصرار الأطفال، بأنه في السياسة لا توجد خطوط حمراء مثلما لا توجد عداوات ثابتة لا صداقات دائمة، هناك دائما مصالح وحسابات للمصالح، وعدا ذلك فليس غير لحظات وجدانية عابرة، وإلا كيف يمكن أن نفهم اليوم أن الحزب الذي كان بالأمس في منزلة الشيطان الأصغر، هو نفس الحزب الذي يردد عنه اليوم إخوان ابن وكيران وحلفاؤه عنوان ذلك المسلسل المكسيكي، الشيق الممل في حلقاته الطوال، «أنت أو لا أحد».

ولا أظن أن التجمع الوطني للأحرار صادق فيما يطرحه من شروط للالتحاق بأغلبية ابن كيران، لقد سمعنا قياديين وزانين في الحزب يتحدثون عن جاهزيتهم للمشاركة في الحكومة، لكن شريطة إعادة النظر في الهيكلة الحكومية وإعادة ترتب أولويات البرنامج الحكومي. لكنها تبقى مجرد شروط عابرة في كلام عابر، هدفها الأول إيجاد خطاب تبريري لهذا الحب المنبعث من رماد الكراهية، وفي نفس الوقت تقوية الموقع التفاوضي للحزب في مواجهة رئيس حكومة يبدو في حالة وهن سياسي مؤقت.

سنة 2009 وحين انسحب حزب الأصالة والمعاصرة من الأغلبية العددية الداعمة لحكومة عباس الفاسي، قال امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية حينها، وهو العائد لتوه من طرد مذل من حكومة «سيدنا قدر»، إن حزبه سيدخل الحكومة ليعيد توجيه أولوياتها، لكن ما حدث بعد ذلك أن الحركيين اكتفوا بمنصب وزير بدون حقيبة وكاتب دولة في الشؤون الخارجية، تاركين البرنامج الحكومي في حال سبيله، بعد أن وضعوا نوابهم رهن آلة التصويت الأغلبي.

سأجازف وأقولها منذ الآن، لن يحدث تغيير لا في برنامج الحكومة ولا في أولوياتها ولا في هيكلتها، لن تتغير غير أسماء الوزراء الاستقلاليين التي سيتم استبدالها بآخرين من التجمع، وستحافظ الممارسة السياسية المغربية على نفاقها وتفاهاتها، وستبقى كما هي دائما تنتج الشيء ونقضيه، والأكثر من ذلك، ستجعلنا نعيش زمنا آخر من عبث مطارة «تماسيح وعفاريت» كان ابن كيران يراها خلف ظهر شباط وغدا سيراها معبأة خلف مزوار.