أثار الحكم القضائي بالحبس سنتين في حق ثلاثة متهمين توبعوا في قضية “اغتصاب جماعي لطفلة قاصر نتج عنه حمل” في تيفلت، موجة استياء عارمة بين المنظمات الحقوقية والنسائية.
وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أصدرت، أخيراً، حكماً يقضي بسنتين حبساً في حق ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 25 و32 و37 سنة، “تناوبوا على اغتصاب طفلة تبلغ من العمر 11 سنة وتتحدر من نواحي مدينة تيفلت التابعة لإقليم الخميسات”.
تفاصيل الحكم
وفي تفاصيل الحكم الذي خلف استياء وسط الحقوقيين، قررت المحكمة، في الدعوى العمومية، إدانة المتهمين ومعاقبة اثنين منهما بسنتين اثنتين حبسا نافذا في حدود ثمانية عشر شهرا وموقوفا في الباقي، ومعاقبة الثالث بسنتين اثنتين حبسا نافذا.
كما قررت المحكمة، في الدعوى المدنية، أداء كل واحد من المتهمين الأول والثاني لفائدة المطالب بالحق المدني تعويضا قدره عشرون ألف درهم، وبأداء الثالث للطرف المدني تعويضا قدره ثلاثون ألف درهم.
شكاية الأب
وتعود تفاصيل هذه القضية إلى الثالث من أكتوبر 2022، عندما تقدم والد الطفلة بشكاية لدى الدرك الملكي لمركز سيدي عبد الرزاق، تتعلق بالتهديد بالسلاح الأبيض والاستغلال الجنسي لفتاة قاصر نتج عنه افتضاض البكارة والحمل الذي تعرضت له من طرف المشتكى به.
وفي شكايته أكد الأب أن ابنته القاصر تعرضت للاستغلال الجنسي من طرف المشتكى به، وهي حامل في شهرها الثامن مدليا بشهادة طبية تثبت ذلك.
وقال الأب، حسب ما ورد في منطوق الحكم الذي اطلع عليه موقع “كيفاش”، إنه علم بخبر حمل ابنته في السوق الأسبوعي “سبت دار بنحسان”، على لسان أحد سكان الدوار، وبمجرد علمه بهذا الخبر توجه إلى المنزل وحاول استفسار ابنته والتأكد من صحة الأخبار الرائجة حولها.
وأضاف الأب أن ابنته أنكرت كل شيء، لكن بعد عدة محاولات اعترفت أنها بالفعل تعرضت للاغتصاب من طرف المشتكى به، وكانت تساعده في ذلك ابنة عمته التي كانت تراقب له الطريق، وأخبرته أن المشتكى به كان يتهجم عليها المنزل مستغلا انشغال الأب والأم ويقوم بممارسة الجنس عليها حتى يشبع رغبته منها وعندما ينتهي من ذلك يهددها بالقتل إن هي أخبرت أحد بذلك، وخوفا منه فإن ابنته ظلت تكتم ما تعرضت له طوال هذه المدة كما أنه لم يلاحظ أنها حامل.
رواية القاصر
وفي رواية الطفلة قالت إنها تفاجأت بالمشتكى به، الذي يسكن بالقرب من منزل أسرتها، يقتحم عليها المنزل وكانت برفقته ابنة عمته، فأشهر في وجهها سكين من الحجم الكبير وهددها إن صرخت أو أصدرت أي صوت فإنه سوف يقتلها، وخوفا منه فقد التزمت الصمت ولم تحرك ساكنا، وعندها نزع لها سروالها بينما كانت ابنة عمه تمسك بها من يداها وعندما أسقطها أرضا قام بنزع سرواله ومارس عليها الجنس من الأمام وأمام أنظار ابنة عمه، وعندما أشبع رغبته منها هددها بالقتل إن أخبرت أي أحد ثم توجه إلى حال سبيله.
وتابعت الطفلة القاصر أنه في ذلك اليوم بقيت مصدومة ولم تكلم أحد وحاولت تفادي والديها حتى لا يلحظا عليها أي شيء، وبقيت على ذلك الحال طوال أسبوع بأكمله إلى يوم الأربعاء الموالي، حيث كانت لوحدها بالمنزل في غياب والداه، فتفاجأت من جديد بالمشتكى به وهو يقتحم عليها المنزل وكما المرة السابقة وبرفقته ابنة عمه، حيث عاود نفس الفعل وعندما أشبع رغبته منها هددها بالقتل في حال ما إذا أخبرت أي أحد بما فعله بها.
وفي روايتها قالت القاصر إن المشتكى به كان يكرر ممارساته ونزواته عليها كل يوم أربعاء وتكون برفقته ابنة عمه، مشيرة إلى أنها لم تعلم بحملها إلا بعد مرور الشهور وانتفاخ بطنها بشكل كبير، فحاولت إخفاء ذلك عن والدايها فعلمت والدتها بذلك بعدما لاحظت عليها علامات الحمل فحاولت التستر على الأمر لكن وعندما علم والدها بالأمر أحد الأشخاص بالسوق الأسبوعي سبت دار بنحساين جاء إليها واستفسرها عن ذلك اعترفت له أنها تعرضت للاغتصاب وفض البكرة من طرف المشتكى به، وبأنها لم تتمكن من إخباره بذلك خوفا من تهديدات المشتكى به لها بالقتل وخوفا من العار.
علاقة ووعد بالزواج
وعند الاستماع إلى القاصر، من جديد من قبل الدرك، كشفت تعرضها للاستغلال الجنسي من قبل شخص آخر، يسكن بدوارهم، وهو من افتض بكرتها أول مرة أمام منزلهم، حيث لحق بها وبدأ يغازلها ووعدها بالزواج، ثم شرع يتلمس جسدها إلى أن استسلمت له فنزع لها سروالها ومارس عليها الجنس من الأمام، وذلك بإيلاج قضيه في مهبلها، فشعرت بنزول منيه وعندما شعرت بالآلام أخرج قضيبه، ولم يكمل عملية الإيلاج وعندما انتهى قبلها، وذهب وبقيت مصدومة وخائفة.
وفي يوم الأربعاء الموالي، تقول القاصر، جاء إليها مرة ثانية وفي نفس الوقت تقريبا، ومارس عليها الجنس من الخلف دون أن ينزع لها سروالها كما أنه لم ينزع سرواله كذلك، ثم عاد الأسبوع الموالي ومارس عليها الجنس من الخلف كذلك بدون أن ينزع سرواله وهو بدوره لم ينزع سرواله، ومنذ تلك المرة لم تلتقي بالمشتكى أخرى.
المشتكي به الثالث
وتوالت الممارسات الجنسية عليها من قبل هذا الشخصمن دبرها، وفي كل يوم أربعاء الذي يتزامن مع موعد السوق الأسبوعي في الدوار.
وكشفت القاصر أنها تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل المشتكى به الثالث (متزوج وأب لـ3 أطفال) خلال يوم عرس في الدوار، والذي كان لوحده بمنزله وكان في حالة سكر وعندما شاهدها طلب منها أن تقترب منه بغية التكلم معها وعندما فعلت ذلك، أدخلها بالقوة إلى داخل منزله وبالضبط إلى غرفة نومه، وطلب منها أن يمارس عليها الجنس مهددا إياها بالقتل وخوفا منه استسلمت لرغبته.
وأمام خوفها منه، تروي المشتكية، فإنها لم تخبر أي أحد بما تعرضت له، لكنه التقاها مرة أخرى، وكان ذلك حوالي الساعة السابعة مساء، بينما كانت تربط الأبقار فارتمى عليها ونزع لها سروالها ومارس عليها الجنس من الأمام، وعندما أشبع رغبته منها تركها وهددها بالقتل إن أخبرت أحد بما وقع بينهما.
الشاهدة وإنكار المتهمون
وخلال جميع مراحل الدعوى أنكر المتهمون الثلاثة اتهامهم باغتصاب القاصر، لكن في المقابل اعترفت ابنة عمة المشتكى به الأول أنها رافقته إلى منزل القاصر وبمجرد وصولهم نزعت سروالها ونزع هو سرواله وقام بإيلاج عضوه الذكري في مهبلها إلى أن نزل منه المني وقذف خرج مهبلها ثم مسح عضوه الذكري بقطعة قماش، كل هذا حدث أمامها يوم أربعاء أيضا.
من والد الطفل؟
وأشار منطوق الحكم الصادر في القضية، إلى أن الخبرة الجينية أثبت أن الولد الناجم عن الاعتداء الجنسي هو ابن المشتكى به الثالث (متزوج وأب لـ3 أطفال) بنسبة 99.99 في المائة.
وبناء على الخبرة فإن إنكاره لأية ممارسة جنسية على القاصر قد ضحد بدليل علمي، فتعين بالتالي إدانته بالتغرير بقاصر بالعنف وهتك عرضها بالعنف الناتج عنه افتضاض وعقابه وفق الفصول 471 و485 و488 من مجموعة القانون الجنائي.
