انتقد مجموعة من السياسيين الفرنسيين، من مختلف المشارب والتوجهات، الموقف “المحتشم” لبلادههم إزاء قضية الصحراء المغربية، على ضوء توصل جلالة الملك محمد السادس، أمس الاثنين (17 يوليوز)، برسالة من الوزير الأول لدولة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يعلن فيها اعتراف بلاده بالصحراء المغربية.
انتقادات لفرنسا
وقال رئيس فريق اتحاد الوسط في مجلس الشيوخ الفرنسي، هيرفي مرساي، إن فرنسا عليها أخذ العبرة من القرار الإسرائيلي بشأن قضية الصحراء، مستطردا: “من الملح حاليا إصلاح العلاقات الفرنسية المغربية”.
بدوره أكد النائب بمجلس النواب الفرنسي ماير حبيب، على بلاده مراجعة علاقتها مع المغرب والاعتراف بمغربية الصحراء، قائلا في تغريدة على تويتر: “بنيامين نتنياهو يعلن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء! أدعو فرنسا إلى أن تحذو حذوها!”.
ولم يخرج جون فرنسوا توسي، المستشار الفرنسي السابق باسم حزب الجبهة الوطنية، عن سابقيه، وغرد: “برافو إسرائيل! يجب أن يتوقف تسويف فرنسا في هذا الملف لإرضاء الجزائر”، مضيفا في تعليق آخر “أنا رجل حر في تفكيري، يحكم على الأحداث وفقا لمصالح فرنسا. إن الصداقة مع إسرائيل والتعاون المتجدد مع المغرب يسيران في هذا الاتجاه”.
سيادة لا جدال فيها
ورحب رئيس حزب الجمهوريين، إريك سيوتي، باعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، داعيا فرنسا إلى المساهمة في “تسوية هذه القضية الاستراتيجية”.
وكتب زعيم حزب الجمهوريين، في تغريدة على تويتر، ”أرحب باعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء. سيادة المغرب لا جدال فيها”، دعيا فرنسا إلى “تسوية هذه القضية الاستراتيجية”.
وتعليقا على القرار الإسرائيلي، أيضا، غردت الوزيرة الفرنسية السابقة رشيدة داتي، قائلا: “نعم، سيادة المغرب على الصحراء ومغربيتها لا جدال فيها”.
وأشاد النائب الفرنسي والمتحدث باسم الحركة الديمقراطية (موديم)، برونو فوكس، بقرار إسرائيل “القوي للغاية” بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، قائلا إن فرنسا “لم يعد بإمكانها دفن رأسها في الرمال”.
وأوضح النائب في تغريدة على (تويتر): “فرنسا التي تشهد تدهور علاقاتها يوما بعد يوم مع حليفها المغربي،لم يعد بإمكانها دفن رأسها في الرمال”.
واستغرب النائب الفرنسي عن حزب الجمهوريون، بيير هنري دومون، من تأخر فرنسا في إعلان موقفها الواضح، وكتب في تغريدة: “ما الذي تنتظره فرنسا بدورها للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء؟”، مضياف: “اتخذت أكبر الديمقراطيات في العالم هذا الاختيار، باستثناء فرنسا، الصديقة التاريخية للمملكة. غير مفهوم هذا الموقف”.
المنقطة الرمادية
ويفتح الاعتراف الجديد بمغربية الصحراء من طرف إسرائيل الباب أمام دول تراوح مكانها منذ سنوات، وتتهرب من الإفصاح عن موقفها الصريح والواضح من القضية الوطنية.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد العابدة، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية والقانونية بجامعة القاضي عياض، في تصريح لموقع “كيفاش”، “نحن اليوم نعيش نجاحا باهرا للعمل الذي تم القيام به منذ سنوات، وهو استمرار طبيعي للزخم الذي عرفته وتعرفه وستظل تعرفه قضيتنا الوطنية المغربية، والاعتراف الجديد نقطة تحفز بقية الدول القليلة المتبقية، التي مازالت تراوح مكانها وتتعاطى مع قضيتنا الوطنية من المنطقة الرمادية، لكي تعترف بمغربية الصحراء”.
ويعتقد أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية والقانونية بجامعة القاضي عياض، أن فرنسا، التي تتعاطى مع هذه القضية من المنطقة الرمادية، ستتوجه مستقبلا للاعتراف الواضح بمغربية الصحراء، وقال: “لا نعرف ما يجري في الكواليس، لكن أظن أنه سيكون اعتراف من لدن فرنسا مستقبلا، بسبب المشاكل التي وقعت فيها مع الجزائر، وأظهرت عدم متانة علاقاتهما، والأكثر من هذا ففرنسا اليوم تعرف من هو الصديق الموثوق به، والذي يعرف استقرارا سياسيا وأمنيا واقتصادية، والحليف الذي يعول عليه في العلاقات الدولية”.
