• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 10 مايو 2019 على الساعة 15:00

اتهامات بالجهل بالثقافة الأمازيغية والاستلاب الفرنكوفوني.. نايضة بسبب “صيكوك” بين المؤرخ حبيدة والباحث زهور

اتهامات بالجهل بالثقافة الأمازيغية والاستلاب الفرنكوفوني.. نايضة بسبب “صيكوك” بين المؤرخ حبيدة والباحث زهور

أثار أصل مصطلح “صيكوك” جدلا واسعا بين المؤرخ المغربي محمد حبيدة، والباحث الأمازيغي لحسن زهور.

أصل المصطلح.. c’est oux coqs
وكانت النقطة التي أشعلت النقاش بين الباحثين تأكيد حبيدة، خلال مشاركته في برنامج “حديث مع الصحافة”، الذي يبث على القناة الثانية “دوزيم”، على أن مصطلح “صيكوك” لا وجود له في المعاجم العربية، وبأنه دخيل على اللسان المغربي.
وأوضح المؤرخ المغربي، خلال استضافته في البرنامج يوم الأحد الماضي (5 ماي)، أن أصول هذه التسمية ترجع إلى الاستعمار الفرنسي مع بداية سنة 1912، حيث كان للمعمرين خادمة تحضر لهم الكسكس، وعندما يتبقى شيء من الكسكس يضعون عليه شيء من اللبن أو شيء من الحليب، ويطلبون من الخادمة أن تطعم به الدجاج، وكانت العبارة هي “c’est oux coqs”، كأصل للمصطلح.

جهل بالثقافة الأمازيغية
ورد الباحث الأمازيغي لحسن زهور على ما جاء على لسان المؤرخ المغربي محمد حبيدة، بمقال مطول عنونه بـ”بين ‘لالا’ و’صيكوك’ ضاعت الهوية”، اتهم فيه الباحث بجهله باللغة الأمازيغية.
وقال زهور إن محمد حبيدة “لم يجد (لجهله للغة الأمازيغية وهذا عيب يعاب عليه كمؤرخ) تفسيرا لكلمة ‘صيكوك’ سوى بنسبها إلى الفرنسيين، ففي نظره كلمة صيكوك لم ترد في المعاجم العربية، لذلك وجد لها مخرجا غبيا”، في إشارة إلى التفسير الوارد أعلاه.
وكتب الباحث الأمازيغي: “رغم تخصصه التاريخي ورغم مؤلفاته العديدة في هذا المجال هزمه ‘صيكوك’ لسبب بسيط هو هذه ايديولوجيته الشرقية التي ما زال المؤرخ يتمنطق بها مما أوقعه في أخطاء تحط من قيمة صاحبها خصوصا إذا ارتبطت بتحقير ثقافة بلده”.
وأضاف الباحث أنه كان على المؤرخ “أن يلتزم بالمناهج العلمية التي يفرضها عليه علم التاريخ والتي تقتضي أن يرجع المؤرخ أولا إلى اللغة الأمازيغية لتفسير أي كلمة مرتبطة بأرضه وبثقافته، فإن لم يتقنها عليه أن يتواضع ويسأل من هو أعلم منه ليعرف أصل الكلمة”.

تفسير “صيكوك”
وأوضح لحسن زهور أن “الكلمة متداولة ووردت في معجم الأستاذ محمد شفيق في كلمة “كس”، من كلمة “أزيكوك” بتفخيم الزاي، وهو الكسكس المسقي باللبن المخيض، ولكي لا ينزلق المؤرخ المغربي إلى التفاهات نورد له أنواعا من الكسكس المغربي واسم كل نوع كما هو متداول في لغتنا الأمازيغية ووثقها “المعجم العربي الأمازيغي” للأستاذ محمد شفيق في فعل “كس”:
– بركوكس: الكسكس الغليض الحب
– احلحول: الكسكس الردئ الصنع
– ابداز: الكسكس المصنوع من الدرة
– ابلبول: الكسكس من سويق الشعير
_ازيكوك: الكسكس المسقي باللبن المخيض
– تيسّي: الكسكس المسقي باللبن الحليب الساخن
_تيسميت، اسكل: الكسكس المدهون بالزبد (المسمى بالدارجة السفة)
– ابراراز، ابراراي: الكسكس المتقن الصنع، المتساوى الحب
– أبازين: الكسكس الغير المسقي
– ئبريين : الكسكس الرقيق الحب
وختم الباحث مقاله بالقول: “فهل، يا مؤرخنا المستلب، من له هذا العدد من أنواع الكسكس ولكل نوع اسمه سيحتاج إلى الفرنسيين أو غيرهم ليعلموه كيف يسمي مأكولاته العريقة التي ابتكرها بأسماء مرتبطة بالدجاج؟؟ فنحن المغاربة بناة حضارة يا مؤرخنا ولا نستجدي الغير ليسمي لنا مأكولاتنا المغربية العريقة ويربطها بالدجاج في احتقار فاضح وواضح لهويتنا المغربية، ذلك الاحتقار الذي ابتلي به سابقا مثقفونا بسبب استيلابهم الإيديولوجي”.

حبيدة يرد
وعاد المؤرخ المغربي محمد حبيدة للرد على الانتقادات التي تعرض لها والهجوم عليه من قبل الباحث الأمازيغي، معتبرا أن “المسألة أخذت حجما أكبر من اللازم، فنُعتت بالجهل باللغة الأمازيغية، والعَمَى العربي الشرقي، والاستلاب الفرنكوفوني”.
وقال الباحث، في تدوينة نشرها على حسابه على الفايس بوك، “بالنسبة لي، لا خلفية إطلاقا في هذه المسألة. كل ما في الأمر أنها مجرد رواية شفهية، مرتبطة بوجود المعمرين بالمغرب، ذكرتها في سياق الكلام”.
وأضاف: “الكلمة لا ذكر لها في كتابي “المغرب النباتي”، لا في طبعته الفرنسية (2008) ولا العربية (2018)، وكون أن الكلمة ذات أصل أمازيغي “أزيكوك”، وأنها واردة في قاموس الأستاذ محمد شفيق، فهذا شيء هام ومن شأنه أن ينوِّر الجميع، أما وأن نجعل من ذلك قضية، ومطية للسب والشتم، فهذا أمر غير مقبول ولن يفيد في شيء”.