لعلها سابقة من نوعها في تاريخ الاستقبالات الرسمية بين رؤساء الدول، وجد عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، نفسه وحيدا في المطار الدولي للعاصمة التركية أنقرة، متعثر الخطوات على درج الطائرة الرئاسية، خائب المنى بعد أن غاب عن استقباله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبدت المشاهد التي وثقتها عدسات التلفزيون الرسمي الجزائري، أمس الأحد (15 ماي)، شاحبة ويتيمة، يظهر فيها تبون وهو يصافح نائب رئيس تركيا، فؤاد أوكتاي.. نائب الرئيس في استقبال الرئيس، تقصير دبلوماسي لا يليق إلا بمقام الكابرانات، في أول زيارة لرئيس جزائري إلى تركيا بعد 17 عاما.
ولم تعلق أي من الجهات الجزائرية أو التركية على غياب أردوغان، في استقبال تبون المخالف للأعراف الدبلوماسية التي تحكمها البروتوكولات الصارمة والحساسة، بل تفاخرت الماكينة الإعلامية الجزائرية، كعادتها بدعوة أردوغان لتبون، جاعلة من الأمر حدثا دبلوماسيا هاما، بالرغم من الاستقبال البارد لرئيسها.
ولا يختلف اثنان على أن بيان رئاسة الجمهورية الجزائرية، الذي سبق زيارة تبون إلى تركيا، كان متفائلا زيادة عن اللزوم، حيث اعتبر أن الرئيس سيجري محادثات مع شقيقه رئيس الجمهورية التركية، حول العلاقات الجزائرية التركية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، إلا أنه اتضح أن الترحيب الذي لقيه تبون في أنقرة لا يعكس عمق هذه “الأخوة” التي تحدثت عنها الرئاسة الجزائرية.
