كان للأمطار الغزيرة والاستثنائية الأخيرة التي شهدتها مناطق الجنوب الشرقي للمملكة وقع إيجابي على الفرشة المائية، وبفضلها عادت الحياة إلى بحيرة “إيريقي”، الواقعة ضواحي منطقة امحاميد الغزلان في إقليم زاكورة.
وأفادت مصادر محلية إلى أن البحيرة المذكورة ظلت لمدة 20 سنة فارغة، حيث زحفت الرمال على المجاري المائية المؤدية إليها.
ووصف فاعلون بيئيون وجمعويون إحياء بحيرة إريقي التي تقع جنوب جبال باني بين إقليمي زاكورة وطاطا، بالحدث البيئي النادر الذي يحمل أهمية كبيرة.
وشدد هؤلاء أنه “مع عودة المياه إلى بحيرة إريقي، تتزايد أهمية وضع خطط للحفاظ على هذا النظام البيئي النادر. يمكن أن يُساهم التعاون بين الجهات الحكومية والباحثين في تطوير استراتيجيات لحماية البحيرة من الجفاف المستقبلي، والاستفادة من هذا المورد الطبيعي بطريقة مستدامة”.
وأبرزوا أن “عودة المياه إلى بحيرة إريقي لا تقتصر أهميتها على الجانب الجغرافي أو الطبيعي فقط، بل تشكل أيضًا فرصة كبيرة للبحث العلمي. فمن المتوقع أن توفر هذه البحيرة بيئة غنية لدراسة تأثيرات الأمطار على التنوع البيولوجي في المنطقة، بالإضافة إلى دراسة التحولات المناخية التي تؤثر على النظم البيئية الصحراوية”.
تُعد بحيرة إريقي واحدة من المناطق الطبيعية الهامة في المغرب، وتقع في عمق الصحراء المغربية. تاريخيًا، كانت البحيرة مصدرًا للحياة في المنطقة، إلا أنها جفت منذ أكثر من 50 عامًا نتيجة التصحر وقلة التساقطات المطرية. زحفت رمال الصحراء على البحيرة، وتسببت في منع الأودية التي كانت تغذيها بالمياه من الوصول إليها.