• صحافي جزائري: تصريحات تبون سوقية تؤكد أنه لا يمتلك ثقافة رجل الدولة!
  • مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
عاجل
الإثنين 13 مايو 2013 على الساعة 16:21

آهيا بنكيران!

آهيا بنكيران! لمختار لغزيوي [email protected]

لمختار لغزيوي [email protected]
لمغني العدالة والتنمية المسمى الشيخ سار أغنية اكتشفتها مع اكتشافي لهذا الشاب الصغير أسماها “واهيا بنكيران” ضمنها تقليدا من الدرجة الدنيا للأغنية ذائعة الصيت “غانغام ستايل” لصديقنا بساي الذي تخلف عن القدوم إلى موازين هذه السنة.
تذكرت صرخة “آهيا بنكيران” وأنا أتابع ردود الأفعال التي أعقبت ما فعله شباط يوم السبت الماضي، وبالتحديد وأنا أنتظر رد فعل رئيس حكومتنا الموقر عبد الإله من هذا الحدث السياسي الجلل الذي وقع.
الحزب الثاني في الائتلاف الحكومي يقرر الانسحاب من الحكومة. الأمر ليس تافها البتة، وليس أمرا عاديا أو عابرا. بل هو زلزال سياسي فعلي يشبه الزلزال الذي حمل ذات يوم “العدالة والتنمية” إلى الحكومة، لذلك ترقبنا في الدقائق الأولى لإعلان النبأ رد فعل بنكيران. لكن لا شيء. ترقبنا في الساعات الموالية الأمر ذاته، ودائما لا شيء. ثم ترقبنا في اليوم الموالي، ولازلنا إلى حد كتابة هذه الأسطر نترقب، ودائما لاشيء. الصمت. الهدوء الذي يسبق أو لا يسبق العاصفة، الله أعلم. السكوت علامة الرضا، والتأشير بالصمت على الموافقة والسلام.
لو كنا في بلد آخر لسارعت الكاميرات مباشرة بعد إعلان النبأ إلى بيت رئيس الحكوكة، ولوقفت ميكروفونات الإذاعة وآلات تسجيل الصحافة مترقبة رد فعله. لو كنا في بلد آخر لوقف بنكيران في مقر حزبه وقال رأيه في النازلة الجديدة، وأعطى للمغاربة المؤشر على أنه رئيس حكومتهم حقا، ولسارع إلى الطمأنة أو إلى التخويف أو إلى اتخاذ موقف ما يعطينا إحساسا أننا نتوفر فعلا على رئيس حكومة.
لكن ما الذي فعله بنكيران؟ قال أولا “إنه ما مسوقش للتعديل الحكومي”، وهو اهتمام “رائع” من رئيس حكومة يقود ائتلافا حكوميا غريبا وهجينا بهذه الطريقة العجيبة، ثم قال ثانيا بأنه “الناطق الرسمي باسم حزبه وأن كل المواقف التي يعلن عنها القادة الآخرون هي مجرد مواقف شخصية”، ثم عاد إلى الصمت.
لحسن الحظ أننا نعيش في المغرب، وفي المغرب نقولها باستمرار “اللي بلاه ربي بالسعاية، يقصد الديور الكبار”. جلالة الملك ومن مقر إقامته بفرنسا اتصل فور العلم بالنبأ بحميد شباط، ومارس دوره كرئيس للدولة
، بأن أمر شباط بأن يستمر وزراء الاستقلال في تصريف مهامهم ضمن الائتلاف الحكومي، تفاديا لأي مساس باستقرار البلد، على أن يكون النقاش بعد عودة جلالته من الخارج وحينها سيرى ماهو مطلب شباط الحقيقي، وهل يريد زعيم الاستقال الاستمرار بأسماء جديدة في الحكومة، أو يريد مناصب أكبر، أم يريد النقص من عدد حقائب التقدم والاشتراكية مقابل الزيادة في مناصب مقاعده أم يريد باختصار تصفية التركة العباسية التي يعلن في كل مكان أنها لا تعنيه وأنها لا تمثل الحزب في تشكيلة قيادته الحالية.
ومع اتفاقنا أو اختلافنا مع شباط ومايفعله، لا يمكن للمرء إلا أن يتفهم مطالبه. أمين عام حزب الاستقلال لا يتبادل حتي الحديث العادي مع الصهر نزار بركة، لا سلام ولا كلام، فكيف سيبلغ شباط لصهر عباس توجيهات القيادة الاستقلالية في تسيير المالية مثلا؟ شباط أيضا يعتبر أن معزوز والعمراني لا يمثلان الحزب في الحكومة، ولا يعترف بهذا التمثيل مايعني أننا أمام أكثر الأوضاع سوريالية في العالم: وضع وزراء يمثلون حزبا هو يعتبرهم لا يمثلون في الحكومة. وافهم تسطا.
لذلك كنا نعتقد أن بنكيران سيقوم بشيء ما، ولن يكتفي بإطلاق سراح أصوات أفتاتيه وبوانوه وبقية المتحدثين غير الرسميين في المواقع في انتظار استيعاب الصدمة، وفي انتظار فهم ما يقع.
الأخطر من كل هذا في صمت رئيس الحكومة، وهو الأمر الذي يجعلنا نضع اليد على القلب فعلا لا قولا فقط، هو أن الإخوة في العدالة والتنمية مقتنعون تمام الاقتناع بأن جهة ما هي “اللي كتحفر ليهم”، وغير مستوعبين أن شباط يقوم بما يقوم به من تلقاء نفسه، وهم يقولونها في المجالس الخاصة، وفي الأحاديث الجانبية أو “الأوف”، ويؤكدون على عبارات يسمعونها في الفضائيات بخصوص مصر تتحدث عن “الفلول” و”الدولة العميقة” و”تماسيح مناهضة الإصلاح وعفاريته”، علما أن الثابت اليوم أمامنا هو أننا أمام أزمة حكومية غير مسبوقة ورط فيها الحزب الذي يقود الحكومة نفسه بعدم إتقانه لكيفية التفاوض السياسي مع شباط.
الاكتفاء بتبادل عبارات الغمز واللمز عن بعد، بل وتشبيه شباط بأنه “حجرة فالسباط” وغيرها من الجمل الاحتقارية أمر كان الكل يعرف أنه لن يحل الإشكال، وكان الكل يعرف أننا سائرون إلى أزمة صنعها اعتداد العدالة والتنمية بنفسه، وقيامه بالمن علينا جميعا أنه هو “الذي أوقف الثورة في المغرب”، وأنه هو الذي “منع شعار إرحل”، وغيرها من العبارات التي تدخل في إطار “التقلاز من تحت الجلابة” والتي سمعناها منذ وصول الحزب إلى الحكومة.
اليوم لدى حكومة بنكيران امتحان كفاءة فعلي فرضه عليها هذا “العفريت” المسمى شباط: إما أن تنجح فيه وتثبت أنها “حكومة ديل بالصح”، وإما ستستمر في صمتها وستعطينا الدليل جميعا أننا وضعنا في مناصب المسؤولية أناسا لا يستحقونها، وحينها “فكها يامن وحلتيها” مع أن المغرب لن يعجز أبدا عن العثور على البديل. وللكلام صلة بطبيعة الحال.