يخلد المغاربة داخل الوطن وخارجه، اليوم الذكرى الـ 78 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. 11 يناير يوم وطني بامتياز تتخطى دلالاته التاريخ، في ذكرى راسخة لحدث عظيم، هو التجسيد لملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
ملحمة الكفاح الوطني
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، قال عتيق السعيد، المحلل والباحث الأكاديمي، إن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، حدث مهم لما له من دلالات رمزية تحتضن قيم الاعتزاز والفخر بالوطن”.
ولا يختلف اثنان، حسب السعيد، على أن “تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، هو حدث وطني عزيز على قلوب أبناء الوطن، لما له من دلالات غالية في تاريخ المغرب، و في مسار ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية”.
وأبرز الباحث الأكاديمي، أن “تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال محطة من المحطات المجيدة في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، والتي تحتفظ بها الذاكرة التاريخية الوطنية، وتستحضر الناشئة والأجيال الجديدة دلالاتها ومعانيها العميقة وأبعادها الوطنية التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية”.
وتابع السعيد ضمن التصريح ذاته، قائلا: “نشاهد آثار هذه الذكرى العظيمة إلى اليوم، ونستحضر جميعاً إنجازات المؤسس أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس… هي إنجازات وتضحيات جسام التي بذلها الملك الراحل من أجل بلاده وشعبه، ونضاله وكفاحه المستميت من أجل الحرية والاستقلال”.
وخلص عتيق السعيد، إلى التأكيد على أن هذه الذكرى هي مناسبة نتذكر من خلالها أننا ننعم بقيادة جلالة الملك محمد السادس بالأمن والأمان والاستقرار والتنمية المستدامة ووحدة الصف و التكافل المجتمعي، في وقت تشهد فيه بلدان في الإقليم والمنطقة أزمات واضطرابات متلاحقة”.
ذكرى وتاريخ
يعود تاريخ حدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، إلى الحادي عشر يناير من عام 1944، وثيقة انخرط في جوهرها 66 شخصية وطنية وسياسية بارزة، وثيقةٌ بروح نبيلة ونضالية تطالب باستقلال المملكة وتدعو إلى الانسحاب الفوري لسلطات الحماية الفرنسية من البلاد.
وفي الوقت الذي كان الاستعمار يقسم فيه المغرب على الخرائط بين نفوذ إسباني وآخر فرنسي، اتحدت القوى السياسية المغربية بالإرادة الملكية، لينبثق عن هذا التلاحم بين العرش والنخب السياسية والشعب، وثيقة المطالبة بالاستقلال، جاءت بعد مسلسل من المعارك الوطنية لمواجهة المستعمر.
🇲🇦
يخلد المغرب، اليوم، الذكرى الـ78 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، والتي تجسد محطة بارزة في تاريخ المملكة، ومنعطفاً حاسماً في مسلسل الكفاح الوطني، الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس من أجل نيل الحرية والاستقلال. pic.twitter.com/55y43XI5Pl— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) January 11, 2022
هي وثيقة بإيحاء ملكي، أعدها رجال الحركة الوطنية وقدمت بعد الانتهاء من صياغتها إلى مقر الإقامة العامة، في حين وجهت نسخ منها للقنصليات العامة لكل من دول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكذا ممثلية الاتحاد السوفياتي أي روسيا الحالية.
ودشن الموقعون الـ 66 على الوثيقة خطابهم بالتأكيد على أن “الدولة المغربية تمتعت دائما بحريتها وسيادتها الوطنية وحافظت على استقلالها طيلة ثلاثة عشر قرنا إلى أن فرض عليها نظام الحماية في ظروف خاصة”، مبرزين في معرضها ثلاث مطالب أساسية جوهرها استعادة الاستقلال والحرية.