قد تبدو معلومة “غريبة”، لكن دراسة حديثة أجراها باحثون في نيويورك ومومباي أشارت إلى أن الخصيتان قد تمثلان مكاناً لإيواء فيروس كورونا واختبائه وتجعل جهاز المناعة لا يكتشفه سريعاً مما يسمح للعدوى بالاستمرار لفترة أطول عند الذكور.
باحثون دعموا الدراسة
حسب الباحثين فعندما يدخل فيروس كورونا الجسم، فإنه يرتبط بالخلايا التي تعبر عن بروتين ACE2، أو إنزيم تحويل الأنجيوتنسين 2، وهذا البروتين يعمل كبوابة لدخول كورونا للخلايا السليمة، حيث يدخل إليها متسللاً بدون أن يكتشفه جهاز المناعة، وفقا لجريدة “ديلي ميل” البريطانية.
ويوجد هذا البروتين ACE2 في الرئتين والقلب والأمعاء، وعند الرجال يوجد البروتين أيضًا بكميات كبيرة في الخصيتين، بينما توجد لدى النساء كميات صغيرة جدًا في أنسجة المبيض.
ورجح الباحثون أن يؤثر فيروس كورونا بشكل حاد على الرجال أكثر من النساء، ففي المملكة المتحدة وحدها يموت الرجال من المرض بمعدل ضعف النساء، وفقا لمكتب الإحصاءات البريطانية (ONS).
وقد أشارت الدراسة التجريبية إلى أنه في حين استغرقت النساء أربعة أيام للتخلص من العدوى، استغرق الرجال فترة أطول بنسبة 50 في المائة.
ولفت الخبر إلى أن الدراسة أجريت من قبل الدكتورة أديتي شاستري، عالمة الأورام في مركز مونتيفيور الطبي في برونكس، ووالدتها جايانثي شاستري، عالمة الأحياء الدقيقة في مستشفى كاستوربا للأمراض المعدية في مومباي.
وأشار إلى أن الرجال في ثلاث عائلات شاركت في الدراسة، استغرقوا أيضًا وقتًا أطول من النساء للتعافي من فيروس كورونا، موضحا بأن أعمار المشاركين تراوحت من 3 إلى 75 سنة، بمتوسط عمر 37 سنة.
وذكر بأن الباحثون في الهند اختبروا المرضى في المستشفيات وأفراد أسرهم المصابين كل يومين لقياس مدى سرعة تخلصهم من الفيروس، والشفاء منه.
علماء يشككون في الدراسة
حلل أستاذ علم الفيروسات إيان جونز في جامعة ريدينج ببريطانيا، نتائج هذه الدراسة قائلاً: إن فيروس كورونا سيحتاج إلى السفر في مجرى الدم للوصول إلى الخصيتين، وهو ما لا يفعله الفيروس بشكل عام.
وأضاف أن “الموقع الرئيسي لتكاثر الفيروس هو الجهاز التنفسي وللوصول إلى مواقع أخرى يجب أن ينتقل الفيروس في مجرى الدم”.
وأوضح أن “الرجال بشكل عام أسوأ من النساء في النتائج المناعية، ربما نتيجة وجود كروموسوم X واحد فقط، وهذا الاختلال هو على الأرجح وراء الاختلافات التي شوهدت بين النساء والرجال”.
وقال جوناثان بول، أستاذ علم الفيروسات الجزيئية في جامعة نوتنجهام بإنجلترا، إن هناك دراسة أخرى لم تجد فيروس كورونا في السائل المنوي للمصابين، مما يشير إلى أنه لم يكن مكاناً لإيواء فيروس كورونا.
وأضاف أنه “لم يثبت وجود أي من العينات بشكل إيجابي لوجود الفيروس في السائل المنوي، مما يشير إلى أن الجهاز التناسلي الذكري لم يكن خزانًا مهمًا للفيروس”.
وقال ديريك هيل أستاذ التصوير الطبي في كلية لندن إن هناك حاجة إلى المزيد من البيانات قبل أن يتم استخلاص أي استنتاجات ملموسة من الدراسة.
