أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، في كلمته خلال افتتاح الندوة الوطنية المنظمة تحت شعار “الصحراء المغربية: من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”، أن احتضان مدينة العيون لهذه الندوة يجسد الأهمية الرمزية والمكانة المحورية التي تحتلها الأقاليم الجنوبية في مسار تعزيز الوحدة الترابية للمملكة.
وأوضح ولد الرشيد، بحضور عدد من المسؤولين الترابيين والمنتخبين وشيوخ القبائل وفعاليات المجتمع المدني، أن التحولات العميقة التي شهدتها الصحراء المغربية على مدى العقود الخمسة الماضية تُعد ثمرة للرؤية الملكية السديدة، التي انطلقت مع جلالة المغفور له الحسن الثاني، وتتواصل اليوم بعزم وثبات تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس.
وأشار رئيس مجلس المستشارين إلى أن النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية أصبح واقعاً ملموساً، من خلال مشاريع كبرى وبنيات تحتية حديثة وبرامج اجتماعية، ما مكّن من تعزيز جاذبية الاستثمار وإطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية شاملة.
وفي السياق ذاته، شدد ولد الرشيد على الدور الوطني البارز لقبائل الصحراء وشيوخها في تجسيد قيم الوفاء للعرش، مؤكداً الشرعية الديمقراطية التي يتمتع بها المنتخبون المحليون، بصفتهم الممثلين الحقيقيين للسكان، كما جاء في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء.
كما أبرز أن قضية الصحراء تحظى اليوم بدعم دولي متزايد، لاسيما فيما يتعلق بمبادرة الحكم الذاتي، التي تعتبرها العديد من الدول والمنظمات حلاً واقعياً وذا مصداقية، في ظل مسار دبلوماسي مغربي ثابت، قائم على الرؤية الملكية وتماسك الجبهة الداخلية.
وأشاد رئيس مجلس المستشارين بالدور الفعال الذي تضطلع به المؤسسة البرلمانية، وبمساهمتها في الترافع الوطني، من خلال مبادرات تشريعية واستشارية، أبرزها مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول القضية الوطنية، التي تهدف إلى تعزيز الحضور البرلماني في الدفاع عن الوحدة الترابية.
وفي ختام كلمته، عبّر ولد الرشيد عن أمله في أن تُسهم هذه الندوة في تعميق النقاش المؤسساتي، وتعزيز الترافع الوطني المسؤول والفعّال، القائم على الإنصات والتفاعل مع تطلعات الساكنة المحلية، وترسيخ مبدأ الشراكة في صون الوحدة الوطنية.