• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 12 يناير 2017 على الساعة 10:30

ملاحظات على هامش البلوكاج…

ملاحظات على هامش البلوكاج… رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

 

كلما مر الوقت، واشتدت عقدة بلوكاج المشاورات الحكومية، ابتعد النقاش عن المنطق الدستوري السياسي السليم نحو منطق التنظير للصراع، واستمر الانتقال بالتهويل إلى مستواه الأكبر، كما لو أن البلاد في حالة حرب أهلية، أو تعيش تنازعا حول شرعية من يحكم.

هذه هواية البعض، وهي ليست اصطيادا في الماء العكر فحسب، بل تعكيرا لهذا الماء، في سبيل تحضيره لأن يصير جاهزا للاصطياد.

مراقبون، ووسطهم جماعة محرضين (وليسوا محللين) سياسيين، يصبون الزيت على النار، ويسعون إلى تسويق فكرة أن حزب العدالة والتنمية في صراع مع القصر، أو مواجهة مفتوحة معه.

المجهود، في هذه المرحلة من البلوكاج، عند بعض المهندسين منصب على نحت هذه الفكرة، وتعليبها، وتسويقها، مثلما تم نحت وتسويق مفاهيم “التحكم” و”الدولة الموازية” و”الدولة العميقة” قبل شهور، حتى صار استعمالها دارجا دون حاجة إلى محاولات للفهم، مقابل “ترهيب” غير مباشر لكل من يقول العكس.

في هذا التوجه، الذي يبدو مقصودا وليس مجرد سوء تقدير أو قراءة خاطئة للوضع، مغامرة كبرى، تزيغ بالنقاش، مهما كان حادا، وبالتنافس، مهما كانت قوة أطرافه، عن سكته الحقيقية، لتشرع الأبواب أمام فرض تضاد وتنافس غير منطقيين، بما أن المؤسسة الملكية فوق الأحزاب كلها.

باختصار، من يدفع بهذا الطرح إما حالم بهذا النوع من الصراع، باحث عنه، إرضاء لحاجة نفسية أكثر منها سياسية، وإما قاصد المساهمة في تأزيم وضع سياسي لم يكتمل نضجه، عوض المساعدة في، وعلى، تفكيكه وفهمه، وإما باحث عن شيء من الإثارة من باب ادعاء الشجاعة وما هو بشجاع.

الضحية الأكبر لهذا التوجه هو عبد الإله ابن كيران نفسه. هو الذي اشتكى، على امتداد ولاية حكومية، من “تماسيح” و”عفاريت”، استفاق، بعد خمس سنوات، على صنف آخر من التماسيح والعفاريت استنبتتها تربة حزبه ومحيط حديقة حزبه، وتغذت على موجة استعلاء رهيبة ضربت جزءا من هذا الحزب بسبب “الفوز” في الانتخابات، و”الفراغ” المرعب الذي يعيشه المشهد السياسي.

هذا “الاستعلاء”، لحسن الحظ، لم يصب الجميع داخل البيجيدي، لكن، على ما يبدو، فئة المصابين بها صارت أكثر نفوذا وتأثيرا، لذلك تلقى نظرياتها الصدى بعدما توارى الكثيرون، وابن كيران نفسه لا يتوانى عن الشكوى منها، مع محاولات كثيرة لأكل الثوم بفمه.

لا جهة، ولا أحد، طعن في شرعية البيجيدي وأحقيته بقيادة الحكومة. أن يكون الحزب حاصلا على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية يكفيه، بحكم الدستور، ليقود الحكومة. التفاصيل مهمة صحيح، لكن إخراج الأمور عن سياقها “العادي”، حتى وإن كان البلوكاج نفسه غير عادي، مهمة “قذرة”، سلاحها الأول اللعب على الأوتار النفسية لابن كيران، بحثا عن مزيد من الشحن.

المأساة الحقيقية هي هذه الهشاشة التي تنخر المشهد الحزبي، وتهدده بالشلل في أي وقت. هو الآن شلل نصفي، لكنه قد يتحول إلى شلل كامل مع الوقت، إن لم يحدث الترويض.
الحل هو العلاج بالصدمة… والصدمة مختلفة تماما عن الصدام الذي ينظر له البعض، ولا علاقة لها، مثلا، بأن يصبح “الدستوري” و”الاشتراكي” مسميين لاتحاد واحد.
هذا رعب وليس مجرد صدمة.

#مجرد_تدوينة