لم يسبق أن التقيت خالد عليوة غير مرة واحدة، في نهاية التسعبنيات، وقد كنت حينها طالبا في المعهد العالي للإعلام والاتصال. ساعدنا أستاذنا في المعهد عز الدين المنصوري على حضور ندوة صحافية للرجل وهو حينها ناطق رسمي باسم الحكومة. كنا نجلس مبهورين أمامه، وذاكرتي لم تحفتظ عنه غير أناقة وخدود محمرة من شدة “العز”. ما أروع أن تكون وزيرا في حكومة يقودها عبد الرحمان اليوسفي، وما أقسى أن تنتهي بهذا الشكل.
على ما يبدو، ليست والدة عليوة التي ماتت فقط، فهو أيضا شيع نفسه هذا اليوم. وحيث دفنت الراحلة دفن عليوة “الكبير”. وأكاد أجزم أن الكثيرين ممن كانوا يستجدون قربه في أيام العز شمتوا فيه، أو خجلوا من أنفسهم.
وحده الرائع عبد الرحمان اليوسفي يفعلها كل مرة. هذه شيم الرجال.
رحم الله والده عليوة. رحم الله عليوة. ورحم الله شهامة الرجال.