هند الإدريسي-صحافية متدربة
لم تمضي سوى سنة واحدة على فاجعة مدينة القصر الكبير، التي راح ضحيتها 21 شخصا جراء تعاطيهم لكحول مغشوش تسبب في مقتلهم، حتى تكررت مأساة مماثلة في جماعة سيدي علال التازي التابعة لإقليم القنيطرة أودت إلى حدود اليوم بحياة 8 أشخاص من بين 114 حالة تسمم.
ولم تكن هذه المرة الأولى أو الثانية التي تزهق فيها المشروبات الكحولية “السامة” أرواح المدمنين على شراء هذه المادة التي تباع وتصنع خارج الضوابط القانونية، حيث سبق تسجيل حوادث مشابهة لقي خلالها عدد من الأشخاص مصرعهم جراء احتسائهم خمورا فاسدة.
ضحايا الماحيا
في ماي 2023 كان خليط الميثانول والماحيا السام كفيلا بإزهاق أرواح 7 أشخاص في مدينة مكناس.
وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس، قد أوقفت تاجرا ومساعده القاصر، البالغين من العمر 67 و17 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهما في حيازة وبيع مواد كحولية مضرة بالصحة العامة والتسبب في وفاة مستهلكيها.
كما تسبّبت الكحول غير الصالحة للاستهلاك في مصرع 23 شخصا، في يوليوز 2021 بمدينة وجدة.
وفي العام ذاته أودت المشروبات الكحولية الفاسدة بحياة 11 شخصا في مدينة الناظور.
العمى والوفاة
وأكدت دراسة سابقة للمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أن عددا من الأشخاص يموتون سنويا بسبب الكحول المغشوشة والخمور الرخيصة، مثل “الماحيا”، التي تحتوي على “الميتانول”.
الدكتورة سناء بلعربي، المكلفة بالتواصل في المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، أوضحت في تصريح سابق لموقع “كيفاش”، أن “الكحول المغشوشة التي تباع بأثمنة رخيصة تحتوي على مواد سامة قد تصيب الجهاز العصبي ومن شأنها أن تؤدي إلى العمى والوفاة”.
وإضافة إلى تدميرها للجهاز العصبي وإصابة العيون، تصيب الخمور المغشوشة المعدة والقلب وتؤدي إلى الفشل الكلوي، حسبما أفادت المكلفة بالتواصل في المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية.
