احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، بتنسيق مع نادي السينما “رݣاب” عرضًا سينمائيًا تخلله نقاش مفتوح مع المخرج وديع شراد، بحضور طلبة الجامعة وعشّاق السينما.
وشكّل اللقاء الذي احتضنته قاعة عبد الله العروي، مناسبة لاكتشاف عالم سينمائي متفرّد، من خلال عرض فيلمَين للمخرج الضيف، أولهما شريط قصير بعنوان “Comme un 14 Février”، يصوّر لحظة إنسانية دقيقة في حياة “لينا”، وهي أم وزوجة شابة تتأخر عن عملها، وتجد نفسها في مواجهة حظّها العاثر بعد فوات آخر وسيلة نقل. في هذا العمل، يطرح شراد أسئلة وجودية من خلال مشهد يومي بسيط، يكشف هشاشة الإنسان أمام الزمن والظروف.
أما العمل الثاني، فكان شريطًا وثائقيًا بعنوان “Une journée ordinaire dans un camp” (يوم عادي في مخيم)، يُلقي الضوء على الحياة اليومية في مخيم برج البراجنة ببيروت.
ويرصد الوثائقي تفاصيل الحياة في هذا الفضاء الهامشي، ويمنح الكاميرا دورًا في نقل المعاناة والصمود في آنٍ واحد.
وعبّر الحاضرون عن إعجابهم بعُمق المقاربة السينمائية للمخرج، التي تمزج بين التوثيق والشاعرية، وبين البساطة والطرح الإنساني العميق، ما يجعل من أعماله لحظات سينمائية مفعمة بالإحساس والحقيقة.
واختُتم اللقاء بنقاش مفتوح مع الطلبة، تناول فيه المخرج وديع شراد رهانات السينما المستقلة، وأهمية الالتزام الفني في مقاربة القضايا الإنسانية والاجتماعية. وقد أثنى نادي “رݣاب” على حضور المخرج، معبّرًا عن امتنانه العميق لهذه اللحظة الفنية النادرة، التي اعتُبرت من قِبل المنظمين “أكثر من مجرد حدث، بل لحظة سينمائية بامتياز”.