يتواصل الاحتقان المتصاعد في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، منذرا بزوال القيادة الانفصالية إثر المواجهات الضارية بينها وبين المحتجزين في مخيمات العار.
منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، كشف تفاصيل آخر المواجهات بين الانفصاليين والمحتجزين حيث “أقدمت مجموعة من النساء الغاضبات على مهاجمة سيارة ما يسمى وزير الداخلية، في تصعيد يعكس تفاقم الاحتقان الشعبي داخل المخيمات، ويفضح هشاشة هذا التنظيم وضعفه الأمني الذي ينذر بتفككه”.
وأبرز المنتدى، في منشور على حسابه بموقع “فايس بوك”، أن “البداية كانت مع اعتصام مجموعة من النساء من قبيلة الشرفاء لعروسيين أمام ما يسمى مقر وزارة الداخلية في مخيمات تندوف، حيث نصبن خيمة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح قريب لهن معتقل في سجن الذهيبية سيئ السمعة، هذا السجن الذي طالما كان عنوانا للانتهاكات الحقوقية والتعذيب في ظل غياب أي آليات للمساءلة القانونية”.
ولفت “فورساتين”، إلى أن “الوزير المزعوم، وبدلا من التجاوب مع مطالب النساء، أبدى استهتارا وتجاهلا لمطالبهن، بل وأصدر تعليماته لميليشياته بإزالة الخيمة بالقوة، في خطوة تعكس الاستبداد الذي يمارسه هذا الكيان على الصحراويين بالمخيمات”.
وأوضح المصدر ذاته، أنه “بعدما تجاهل الوزير المزعوم لقاء النسوة وتمادى في استفزازهن عبر إزالة خيمتهن الاعتصامية، قررن الرد بطريقتهن الخاصة، حيث هاجمن سيارته التي كانت متوقفة أمام مقر الوزارة، في رد فعلي مباشر وفوري يعكس حالة الغضب المتصاعد لدى الساكنة التي ما عاد معها الصبر مجديا، حتى صارت النساء تهاجم وتضرب وتحرق للتنفيس عما تعانيه من ضيق وضغط وما تعيشه بشكل يومي من اضطهاد وقهر لها ولأبنائها وإخوتها من الرجال على أيدي العصابة الحاكمة وأزلامها، في مشهد يسلط الضوء على واقع البوليساريو وما تعانيه من ضعف أمني غير مسبوق، واحتقان اجتماعي متنامي”.
وشدد “فورساتين”، على أن “حادثة الهجوم على سيارة ما يسمى وزير الداخلية ليست سوى دليل جديد على أن البوليساريو تتداعى تحت وطأة أزماتها الداخلية، التي تشمل الفساد، القمع، والانفلات الأمني، والساكنة رجالا ونساء شيبا وشبابا باتوا واعين بضرورة التحرر من قبضتها قبل فوات الأوان”.