قبل أشهر وهم يحظرون لساعة “الرحيل”، غير أن دخول المغرب في حجر صحي شامل بعثر كل خططهم للهجرة سرا نحو “الفردوس” الأوربي المفقود.
ظلوا ينتظرون لأزيد من 80 يوما، حتى أعلنت السلطات المغربية تخفيف إجراءات الحجر، فعقدوا العزم على المضي قدما في خطتهم والمرور إلى مرحلة التنفيذ.
هم 32 شابا، يتحدرون من منطقة حي مولاي رشيد في الدار البيضاء، تحديدا المجموعة 6.
اتفقوا على الهجرة بشكل جماعي نحو إسبانيا عبر البحر، ركبوا مغامرة البحر ووصلوا إلى الضفة الأخرى بعد رحلة محفوفة بالمخاطر.
الفلوكة
موقع “كيفاش” إلتقى بوالدة أحد الشباب الذين هاجروا سرا من الحي المذكور نحو جنوب إسبانيا، وقالت إن ابنها أخبرها أن “ولاد الدرب اتفقو يجمعو 36 مليون سنتيم، باش يشريو بيها فلوكة ب36 مليون سنتيم بالموطور ديالها (محرك نفاث)، ويحرگو بيها”.
وأضافت الأم: “هاد الهضرة ما قالها ليا ولدي حتى قطع لبحر، وما كانتش عارفاه فين غادي حتى وصل لتماك وعيط ليا… هما هنا ساهمو بين 7 ٱلاف و10 درهم للواحد”.
جوج ليلات فالبحر
وشددت الأم، التي بالكاد تنفست الصعداء، بعد سماع أخبار عن فلذة كبدها على أن ولدها وأصحابه “تكرفسو بزاف”، ونجو من الموت بأعجوبة في عرض البحر، وأردفت “خرجو من شاطئ النحلة فعين السبع مع الجوج ديال الليل، دوزو ليلة كلها وليلة أخرى وماوصلو حتى 12 من النهار لاخر”.
الرايس.. وبوصلة التيلفون
أحد أقراب المجموعة المهاجرة قال ل” كيفاش”، إن شباب الحي غامروا كثيرا بأرواحهم، حيث اعتمدوا على “رايس” ديال واحد الفلوكة تقليدية الصنع، ليست له خبرة في سياقة القوارب المطاطية بحمولات أكبر، وأضاف: “عندهم الزهر خدمو البوصلة ديال واحد التيلفون، كون راه توضرو فالبحر وخرجو فموريتانيا”.
محاولة أخرى فاشلة
صباح اليوم الجمعة (16 أكتوبر)، حاول 9 شبان ٱخرين، من منطقة حي مولاي رشيد الهجرة بشكل جماعي بالطريقة نفسها، انطلاقا من شاطئ “النحلة” عبر قارب مطاطي مزود بمحرك سريع ومجموعة من سترات النجاة البحرية وثمانية براميل تحتوي على 240 لترا من البنزين.
غير أن عناصر الأمن الوطني في منطقة أمن سيدي البرنوصي أوقفتهم، وتم أخضعتهم للأبحاث التمهيدية الضرورية التي تجريها فرقة الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات من أجل توقيف المتورطين المفترضين في تنظيم الهجرة السرية بعد أن تم تحديد هوياتهم الكاملة.
