هذه الدعوات لا تكفي للتعبير عن حالة الغضب التي تنتاب المغاربة وهم يسمعون بخبر الفاجعة التي وقعت في إقليم الحوز، فيما يشاهدون على قنواتهم العمومية مسلسلات أجنبية مدبلجة، كأنما الفاجعة وقعت في جزيرة الواق واق.
حين يتعلق الأمر بموضوع سياسي حساس، كنقولو ما كاين باس. وحينما يتعلق الأمر بملف شائك كنقولو أودي بلاتي علينا. وحينما يتعلق الأمر بكل ما فيه إن كنقولو الله يسامح، فإعلامنا كيشبهنا، وبالتالي لا “ضرر” في أن نغض بعض الطرف، في انتظار أن نستأنس بالصراحة الديمقراطية، لأن طريقها شاق، والتأخر في الوصول خير من عدم الوصول. إنما حين يتعلق الأمر بفاجعة على الطريق، لم يكن سببها لا سوء تأويل للدستور، ولا فهم معين للملكية البرلمانية، ولا نقاش حول اقتصاد الريع، ومع ذلك تغمض القنوات العمومية عيونها، وتخبئ كاميراتها، وتفسح المجال للرومانسية التركية، فالأمر أكثر من استحمار للشعب
وإذا كانت “الأخت” الأولى معهود فيها “عين ميكة”، وفي ذلك شبهتها “المغربية”، التي أقترح بالمناسبة أن تديرها الطباحة شميشة، فإن “مدام” القناة الثانية، قناة القرب يا حسراه، استحمرتنا بكثير من الإمعان، وهي تنتظر نشرة الواحدة لتتحدث عن الموضوع، في وقت كان الفايس بوك (رضي الله عنه) أورد الخبر وتفاصيله وصوره ومصارينه، والأدهى أن مقدم النشرة، ونحن نكن له كل التقدير ومحبة الزمالة، يقدم الأخبار بطريقة لا تتلاءم أبدا مع حجم وهول وفداحة ما حدث.
عيينا نقولو ليكم ديرو إصلاح الإعلام. عيينا نقولو ليكم بغينا تلفزة تحس بينا. عيينا نقولو ليكم بحال هاد الهضرة بلا فائدة، دابا ما بقى لينا غير نقولو ليكم: الله يهديكم علينا… ولكن بيني وبينكم راه التلفزة اللي ما شبهات مولاها حرام، ويلا بقى شي واحد جا قال لي راه الناس ديال التلفزيون العمومي مساكين ما عندهمش إمكانيات العمل، ولا راه الخط التحريري ما كيعطيش هامش ديال الحرية الإبداع، غادي نقول ليه: سير كون تحشم.
اليوم ما كاينش تشاو تشاو.