اعتبر أحمد ونيس، وزير الخارجية التونسي الأسبق، أن المقصود من حرب الجزائر على تونس في اعتداء قفصة وحربها على المغرب “إنما هو سياسة هيمنة، وبالنسبة إلى المغرب، تطويق للمملكة المغربية وفتح نافذة على المحيط الأطلسي”.
وأوضح الأستاذ الجامعي في العلاقات الدولية أن غاية الجزائر من ذلك هي “أن تبقى الدول المغاربية معزولة عن بعضها البعض، والجزائر تتحكم في الجميع”.
وقال الدبلوماسي التونسي، خلال استضافته في برنامج خاص وحصري، مساء اليوم الجمعة (18 دجنبر)، على “إذاعة “ميد راديو”، “تابعت الانطلاقة الجزائرية بعد التسعينات، والهموم التي نزلت على إخواننا في الجزائر بحكم الحركة الإسلاموية هناك، وحقيقة المأساة التي عاشوها، وكان انتخاب عبد العزبز بوتفليقة كله أمل بالنسبة إلى الشعب الجزائري وبالنسبة إلينا جميعا في المغرب الكبير، وكنا نأمل بأن موعد اللقاء بين الرئيس بوتفليقة والملك الحسن الثاني سيتحقق، لكن شأت الأقدار أن الملك الحسن الثاني توفي، واللقاء الذي كان سيجمعهما في قمة ثنائية ممكن أن تكون بناء ومنطلق جديد لم تقع”.
وتابع المتحدث أن “تولي الملك محمد السادس العرش لم يكن بعيدا عن تلك الآمال والمساعي، فهو سعى إلى لقاء بوتفليقة في نيويورك وفي العاصمة الجزائرية وتعددت المبادرات من محمد السادس إلى الدولة الجزائرية حتى تستعيد النشاط الجماعي، عبر تهدئة الأوضاع ثنائيا تم تنشيط مشروع المغرب الكبير، لكن كل هذه الآمال تبخرت وخبنا جميعا وبقينا على نفس المعدل”.
وردا على سؤال حول عدم تعامل القيادة الجزائرية مع المبادرات المغربية بالمثل، قال الوزير التونسي السابق: “اعتقادي هو أن ما قاله زميلي محمد الشرفي رحمه الله، الذي كان ممن تبنوا مشروع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، ويقول في مذكرته، وحدثني شخصيا عن هذه التجربة، أنه بعث مشروعا اسمه لقاءات مغربية سنة 1980، وسعى في زيارات إلى المغرب والجزائر لإقناعهم بالانخراط في هذه الحركة والمساهمة في ندوة مغاربية، نقول فيها كل ما يجب قوله، ونخرج بمشروع يعيد الآمال في بناء المغرب الكبير، وتلقى ردا بكل إيحابية من رضا كديرة في المغرب، لكنه في الجزائر لما تقابل مع الرئيس مسعدية، زعيم جبهة التحرير الوطني، أخبره أنه إذا هو يدعو معارضين جزائريين في هذه الندوات فهو لا يرخص للجزائريين بحضور الندوة”.
ولما تقابل بعد ذلك مع قاصدي مرباح وأحمد طالب إبراهيمي، يضيف الدبلوماسي التونسي، “قدم لهم جملة من المشاريع منها مشروع للخروج من أزمة الصحراء المغربية، فأجابه قاصدي مرباح، هذه المشاريع لا تمكننا في الجزائر من فتح نافذة على المحيط الأطلسي، فلا نقبلها”.
وخلص أحمد ونيس إلى أن هذا الرد من قاصدي مرباح وأحمد إبراهيمي “أعتقد هو سر الحروب التي قامت بها القيادات العسكرية الجزائرية ضد جيرانها”، حسب قول المتحدث.